بعد اتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة الأخطار “غير المتوقعة”
بغداد – وعد الشمري:
أكدت الحكومة العراقية، أمس الاربعاء، نجاحها في تجاوز ما اسمته “عنق الزجاجة” في الأزمة المالية، وبرغم تأكيدها بأن المخاطر ما زالت موجودة، لكنها قللت من اهميتها، وعولت على اجراءات احترازية اتخذتها مؤخراً بتقليل الانفاق غير الضروري، مبينة أن الجهود مستمرة من أجل الوصول إلى الرفاهية الاقتصادية.
وقال المستشار المالي في مجلس الوزراء مظهر محمد صالح في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “الحكومة العراقية نجحت إلى حد كبير في التعامل مع الازمة المالية وقد اخرجت الوضع من عنق الزجاجة الذي كانت فيه قبل اربع سنوات”.
وأضاف صالح أن “مهمة ادارة الدولة تأتي بكيفية التعامل مع موارد الدولة التي تعتمد بالدرجة الاساس على النفط وقد تناقصت اسعاره العالمية إلى حدود غير مسبوقة”.
وأشار إلى أن “نجاح الحكومة كان من خلال ادامة زخم المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي وتحرير المحافظات وهي عملية تتطلب أموالاً كبيرة للغاية، وفي الوقت نفسه تأمين الرواتب وهي الاخرى تستنزف نحو نصف الموازنة العامة للدولة العراقية”.
ونوّه صالح إلى أن “الاخطار ما تزال موجودة، لكنها قليلة للغاية مقارنة بالسابق، والحكومة تتخذ بنحو مستمر اجراءات احترازية الغرض منها الحد من تأثير تلك الاخطار على الشارع العراقي لاسيما العاملين في القطاع العام وكذلك المتقاعدين وشبكة الرعاية الاجتماعية”.
وينبه المستشار الحكومي أن “الدولة قللت إلى حد كبير الانفاق غير الضروري، وعظّمت الايرادات غير النفطية لكننا نحتاج إلى مزيد من الجهود لكي نبلغ مرحلة الرفاهة الاقتصادية وهو ما نعمل عليه حالياً”.
وجدد صالح تأكيده أن “رواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الرعاية خط احمر، ولا يمكن التجاوز عليها بأي حال من الاحوال، والحكومة تلجأ إلى جميع الوسائل من أجل تأمينها وعدم تحسيس المواطن باي خطر اقتصادي”.
من جانبه، يرى عضو اللجنة المالية النيابية جبار العبادي في تعليق إلى “الصباح الجديد”، أن “تضخيم الازمة المالية بنحو اكبر من حجمه لا يصب في مصلحة العراق كونه يتخذ اجراءات ايجابية على الطريق الصحيح”.
وأضاف العبادي أن “الاوضاع الاقتصادية بدأت تتعافى عما كانت عليه سابقاً، برغم الحاجة إلى تكثيف الاعتماد على موارد اخرى غير النفط لتلافي أي طارئ قد يحصل”.
ويسترسل أن “سبب تأثر الوضع في العراق بالازمة الاقتصادية التي حصلت قبل نحو اربع سنوات هو الاعتماد الكلي على النفط، لكن النسبة تراجعت”.
ويدعو العبادي “الحكومة ومؤسسات الدولة إلى مزيد من الاجراءات المالية بهدف الوصول إلى مستويات اقتصادية افضل مما عليه الوضع حالياً”.
يشار إلى أن العراق عانى كثيراً من ضائقة مالية نتيجة انهيار الاسعار العالمية للنفط، يأتي ذلك في وقت أنفق مبالغ كبيرة على الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي لاستعادة محافظات خرجت عن السيطرة منذ العام 2014.
العراق يتجاوز مرحلة الخطر في الأزمة الاقتصادية ويسعى لبلوغ مرحلة “الرفاهية”
التعليقات مغلقة