خطة لإطلاق صواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى
بيونغ يانغ ـ بي بي سي:
في تصعيد جديد للمواجهة مع واشنطن، قالت كوريا الشمالية إنها تبحث بـ «جدية» في خطة لتوجيه ضربة صاروخية على منشآت عسكرية في جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ.
وأشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية أمس الاول الثلاثاء إلى أن «خبراء القيادة الاستراتيجية للجيش الشعبي الكوري يبحثون حاليا بجدية الخطة التنفيذية لقصف المناطق حول غوام بصواريخ باليستية استراتيجية متوسط إلى طويل المدى من طراز هواسونغ-12 «.
وأضافت أن الضربة ستستهدف أكبر قواعد عسكرية أميركية في الجزيرة، بينها قاعدة «أندرسون» للقوات الجوية التي تحتضن قاذفات استراتيجية B-52.
وأوضحت الوكالة أن الخطة المتعلقة بالضرب «سترفع إلى القيادة الاستراتيجية في أقرب وقت، وتدخل قيد التنفيذ فور اتخاذ الزعيم كيم جونغ أون قرارا بهذا الصدد».
من جانبها، قالت مادلين زد بوردالو عضو الكونغرس عن غوام، إنها واثقة من قدرة القوات الأمريكية على حماية الجزيرة من التهديدات النووية «المزعجة للغاية» من كوريا الشمالية.
ودعت بوردالو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإظهار «زعامة راسخة» والعمل مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوتر ومنع كوريا الشمالية من تطوير برنامج أسلحتها.
بدوره، طمأن محافظ غوام إدي كالفو عبر اليوتيوب أهالي الجزيرة بعدم وجود أي خطر عليهم في الوقت الحالي على ضوء التهديدات الكورية الشمالية، مضيفا أن الجزيرة محمية بشكل جيد.
وأضاف: «اتصلت بالبيت الأبيض هذا الصباح، وأكدوا لي أن الاعتداء أو التهديد بحق غوام هو بمثابة اعتداء أو تهديد بحق أمريكا، وأن حماية أميركا ستؤمن».
وأكد المحافظ أن سلطات الجزيرة مستعدة لمواجهة «أية تطورات»، مشيرا إلى نيته تشكيل فريق خاص سيتولى تفتيش مدى جاهزية هيئات الطوارئ والعسكريين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حذر كوريا الشمالية بقوله، إنها «ستقابل بنار وغضب لم يرهما العالم قط» إذا هددت الولايات المتحدة مرة أخرى.
وفي تعليق على تصريح ترامب، قال السناتور الجمهوري جون ماكين، إنه غير موافق مع ترامب، «لأنك إذا وعدت بفعل شيء فعليك أن تكون قادرا على الإيفاء بوعدك. لا أظن أن هذه مقاربة صحيحة لموضوع ولتحد من هذا القبيل».
وأقرت الأمم المتحدة مؤخرا مزيدا من العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية، وصفتها الأخيرة بأنها «انتهاك عنيف لسيادتنا»، محذرة الولايات المتحدة من أن أنها «ستدفع ثمنها».
وقالت وكالة «كيه سي إن إيه» الرسمية للأنباء امس الاربعاء إن كوريا الشمالية «تدرس بعناية خطة لشن هجوم حول المنطقة المحيطة بجزيرة غوام» باستخدام صواريخ من متوسطة إلى بعيدة المدى من طراز هواسونغ-12.
ونشرت الوكالة بيانا عسكريا، صدر امس الاول الثلاثاء، وهو ما جاء على ما يبدو ردا على المناورات الأمريكية العسكرية في غوام.
وأطلقت بيونغ يانغ، التي اختبرت أجهزة نووية خمس مرات، صاروخين باليستيين عابرين للقارات في تموز، وقالت إنها تمتلك الآن القدرة على ضرب قلب الولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت تقارير إعلامية أميركية امس الاول الثلاثاء أن كوريا الشمالية حققت هدفها بإنتاج رأس نووي صغير بما يكفي لتحميله داخل صواريخها.
وعلى الرغم من عدم تأكيد ذلك، كان هذا ينظر إليه باعتباره آخر العقبات أمام كوريا لتصبح دولة مسلحة بأسلحة نوورية كاملة.
وأشار تقرير نشر في صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مسؤولين استخباراتيين في الولايات المتحدة، إلى أن كوريا الشمالية تعكف على تطوير أسلحة نووية قادرة على ضرب الولايات المتحدة الأميركية بأسرع مما يتوقع.
كما قالت وثيقة خاصة بشؤون الدفاع في الحكومة اليابانية إن برنامج الأسلحة «حقق تقدما كبيرا» وإن كوريا الشمالية لديها الآن أسلحة نووية.
وردا على ذلك، حذّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كوريا الشمالية بالتوقف عن تهديد الولايات المتحدة، وقال إنهم «سيواجهون نارا وغضبا لم يشده العالم ممن قبل.»
ومع ذلك، شكّك السيناتور المخضرم، جون ماكين، في تصريحات ترامب، وقال إنه «غير متأكد من أن ترامب مستعد للقيام بذلك.»