التشبّه بالجنس الآخر تشبّه الرجال بالنساء و النساء بالرجال
عبد الغفار العطوي
أصدر القاص العراقي علي السباعي (بنات الخائبات) و هو كتاب ضم قصتين قصيرتين هما ( فرائس بثياب الفرح و (سيوف خشبية) جاءتا تحت عنوان دلالي و رمزي ( بنات الخائبات) الطبعة الاولى 2014 صفحات للدراسات و النشر ــ سوريا العنوان الجامع الذي حرص القاص علي السباعي في الاستعانة بإشاراته السسيو انثربولوجية التي تؤكد الاطر المتداخلة بين المضامين الاجتماعية و أنساقها الشعبية المترسخة في البنيات اللاشعورية التي يتفاعل بها المجتمع كونه ابويا في إفرازاته الثقافية ، مؤسسياً في تمثلاته المجتمعية ، مصادرا لحريات الفرد لجهة الجماعة ، و بذلك يشكل مهاداً و ارضية خصبة في انتاج ما يسمى بالكرنفالية ( الاحتفال الصاخب) بمفهوم (باختين) التي تعني في بعض أنساقها التداخل المظهري بين الجنسين ( الذكر و الانثى) و| او الرجل و المرأة في مصطلح التشبه الذي يعني وصف مجموعة من السلوكيات التي تتضمن ارتداء ( أزياء ) الجنس الآخر على الرغم من التفاوت الكبير في الدوافع التي تؤدي الى ذلك(1)، و خطة القاص علي السباعي التي تنحى نحو التجريب في إثراء متعة القراء و إغناء تفاعلاتهم عبر هدر القيمة الانثربولوجية لصالح الدرس السسيولوجي ، و استدعاء (الجسد) الاجتماعي في تمثلاته السسيو انثربولوجي الذي يعني تقاسم الجسد الانثوي والجسد المغاير (الرجولي) التشبه في كوميديات نسوية
1 – القاص يتعمد التحدث عبر شخصياته الذكورية و الانثوية بمنحى القرينة التاريخية يوصفها ذات ثراء استدعائي لفكرة انتهاك خصوبة الجنس ، فسرده يشتط الى العمق التاريخي التراثي مستعيناً بخبرات راويه الموسوعية التي تبين قدرته كقاص على موضعة تلك الخبرات كي تعطي الدلائل على إن البنيات الانثربولوجية تتكئ على السبر التاريخي لمدينته ( الناصرية )كما في قصته الاولى( فرائس بثياب الفرج)حيث يثير فكرة مستنتجة إن الخيبة التي تنتاب الذكور و الاناث هي لصيقة و منتجة من المكونات الاركيولوجية لمدنهم ، خاصة خيبات الاناث ،من نسقية الامهات في الفعل الادائي للممارسات الطقسية للجنس ، و إن التشويش الارسالي الذي يطلقه القاص ..علي السباعي.. في سيل المعلومات و الهوامش هو مجرد على اثبات ان خيبة الامهات في اللذة الجنسية بعد التمتع الكافي بفرادة العضو الذكري قبال العضو الانثوي جر الويلات على النظر لسلامة الفعل الجنسي على الجسد الانثوي و الجسد المغاير ، لهذا وجد في العمق اللاشعوري فكرة التشبه في نظرة الغيرية ، و مال التراث ( خاصة في الحكايات الشعبية اللصيقة بالتكوين الكرونولوجي للمدن المكتظة بهذا النسق من الحكايات ) الى القاء تبعات تلك الخيبة الامهاتية في رغبة التشبه بين الذكر و الانثى على مسألة الاداء الجسدي في فعل الجنس بما يسمى الميل لكلا الجنسين الذي هو السلوك الجنسي الذي يشير الميل لكلا الجنسين الى حالة يمكن ان يشعر فيها الإنسان باللذة من اقامة العلاقات مع افراد الجنس نفسه او من افراد الجنس الآخر(2) و شخصية ( عتودة ) التي تمثل القوة الضاربة في حاجز التشبه الازيائي ، و فتح ثغرة التنافذ بين الجنسين على بعضهما ، حينما اسندت لها مهمة فض بكارة كل عذراء في ليلة زفافها بما تمتلكه من الطاقات الشبقية اللانهائية في ( الاستباحة الانثوية)كادت تطيح بالنمط الامهاتي الى الدرك الاسفل لولا المكر الانثوي للمرأة التي أخصت ذكورة ( عتودة ) و حرمته من فض بكارة عذراوات الناصرية ( بأفقها الانثربولوجي الاجتماعي )لهذا كان اصرار ( عتودة) على فعل الاداء الجنسي مع العذراء التي قامت بتعطيل فعله الجنسي بأخصاء عضوه الذكري و تدجين ذكورته في طريقتين ، أولاهما استعانته بالراوي المراقب الذي استدعاه من انوية الحاضر لغيبوبية الامس ( و لاقى الرفض) و ثانيهما استبدال عضو بعضو آخر من الجسد ، فعتودة استعان بالفعل الادائي في فعل فض بكارة العذراء برغم اخصائه بنقل الفعل الجنسي من عضوه المخصي ( العضو الذكري ) الى العضو الادائي المنزوع من اللذة ( الاصابع) بانتقالها الى المضاهاة بعملية التشبه بين الجنسين
2 – و في القصة الثانية ( سيوف خشبية ) بدا الامر اكثر سهولة في عملية التماهي بين القاص و الراوي ( في الوقوف على إنية الحدث) لكن على ارضية الجسد، حيث يشغل القاص خاصية الجسد الانثربولوجي بمضامينه الاجتماعية من ناحية حياديته و ابراز الاخصاء الذكوري و الاستباحة الانثوية على انها تبادل العطالة الادائية في العملية الجنسية الانثربولوجية ..لاحظ عزيزي القارئ فعل ( الطعنة) التي تتحجج بها المرأة و هي تواجه ضربات العضو الذكري للراوي ــ خذي هذه الطعنة النجلاء ، لم تتأوه لم تصرخ لم تصدر عنها سوى ضحكة لذيذة لذيذة فاضت عذوبة و لهبا صرخت متسائلة بصوت نبراته شحذتها السخرية المرة ــ أين سلاحك يا عنين ؟ارتد سيفي الى نحري هي تضحك بعذوبة و انا اتلظى.. قالت بصوت مكتوم كأنه همس ــ طعنت بسيوف كثيرة ــ انك بلا سيف ص 34 فعلامة السيف الخشبي لها دلالتها القيمة في الموروث الشعبي الكرنفالي ، فالسيف هو مصداق العضو الذكري بحيثياته المخصية التي تعمد الى الالماحات الجسدية المعطلة.
1و 2 الجسد بين الحداثة و ما بعد الحداثة د سامية قدري