ماذا ينتظر العراق ما بعد داعش ؟ الانتصار العسكري النهائي في الحرب الخشنة قاب قوسين او ادنى بعد اعلان النصر الكبير في الموصل، وما تبقى من حروب في الحويجة وتلعفر وراوة وعنة والقائم وبعض الجيوب لا تعدو ان تكون نزهة لدى ابطال القوات الامنية والحشد الشعبي لتحريرها، فمعركة الموصل التي شبهت بالحرب العالمية الثانية اثبت فيها العراقيون شدة بأسهم ورباطة جأشهم لانهاء دولة الخلافة المزعومة، وتكسرت على ايدي ابطال العراق كل أساطير الرعب والخوف التي بثتها تلك العصابات المجرمة.
لكن بعد فشل كل غزو وإحباط المؤامرات التي تحاول النيل من إرادة الشعب، تشن الحرب الناعمة الهادفة الى تمزيق اشلاء المجتمع عبر بث سموم الفرقة والفتنة والتنافر والتناحر، لذا فنحن مقبلون على حرب ناعمة عشواء تستهدف نعمة الوحدة الناتجة عن نقمة داعش وتحاول اعادة الوضع السياسي الى حقبة تسببت بتفرعن واستفحال الارهاب .
العدو سيستعمل كل الوسائل المتاحة للتأثير في الآخرين، وسيركز إعلامه المسموم على الخوض في القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية، وسيكون اشد فتكا في الحرب الناعمة من خوضه الخيار العسكري وذلك باستهدافه العقول والتأثير في الرأي العام .
العراق ما بعد داعش يحتاج الى إعادة البنى التحتية للانسان قبل الحجر، فالأفكار المتطرفة ستعود بنا الى جماعة إرهابية جديدة لربما اشد جرما من داعش، وكذلك نحن نحتاج الى جيش إعلامي وطني يصد الهجمات الفكرية المعوجة ويسهم بترسيخ مبدأ المواطنة .
وأخيرا ..البلد على مفترق طرق، والطريق الاسلم له ولجميع ابنائه الذهاب نحو تصفير الخلافات بين القوى السياسية والمجتمعية المختلفة وتوسيع نقاط الالتقاء وتقليص فجوات الخلاف عبر مشروع وطني جامع اساسه الحوار البناء بعيدا عن الاجندات الخارجية التي لم يجنِ البلد منها سوى الموت الذي طال جميع أبنائه وضيع مقدراته ودمر اثاره ومدنه وابكى مئات الارامل والأيتام والامهات الثكلى.
*كاتب عراقي