نينوى ـ خدر خلات:
يسعى تنظيم داعش الارهابي الى ايقاع اكبر دمار ممكن في المدينة القديمة بايمن الموصل لتشابه بدمارها مدينة كوباني السورية، فيما تعلو مناشدات لانقاذ مئات العائلات المحاصرة تحت الانقاض وسط ظروف معاشية سيئة جدا.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “التهديدات التي كان يطلقها تنظيم داعش الارهابي بتدمير كل شيء قبل انسحابه من اية منطقة، بات فعليا يطبق ذلك وخاصة في الازقة القديمة في منطقة الموصل الجديدة، والتي اصابها دمار وخراب اكثر من أي مكان اخر بجانبي المدينة الايسر والايمن”.
واضاف “الى جانب اعتماد بقايا فلول داعش على سلاحي القنص والانغماسيين في معاركه الاخيرة بالموصل القديمة، بعد ان فقد اغلب اسلحته الاخرى التي كان يعتمد عليها كالعجلات التي يقودها انتحاريون بسبب ان الازقة الضيقة لا تسمح بحركتها، فقد لجأ الى اساليب قذرة هدفها ايقاع اكبر خراب ممكن بالمدينة القديمة وتحويلها الى كوباني العراقية”.
واشار المصدر الى ان “العدو قام بتفخيخ العجلات النارية وتركها بالازقة، وتفجيرها عن بعد لغلق الازقة واعاقة تقدم القوات الامنية، كما قام بزرع العبوات الناسفة في الغرف العالية في الطوابق العليا من الابنية القديمة، والتي عند تفجيرها تسقط في الازقة وتسدها وتلحق اضرارا فادحة في تلك البيوت المشيدة اغلبها من مادتي الحجر والجص”.
مبينا ان “اختباء الاهالي في السراديب التي تتوفر بكثرة في ازقة الموصل القديمة، وضعها بموقف صعب بسبب تهدم كامل او جزئي للطبقات العليا عليها وحبسها في تلك السراديب، اضافة الى قيام داعش بزرع عبوات ناسفة امام مخارج الكثير من تلك السراديب لمنع المختبئين فيها من الهرب وقتما يشاءون”.
وبحسب المصدر فان “القوات الامنية قامت بانقاذ العديد من العائلات والافراد من تحت الانقاض، لكن لا يسعها انتشال الجميع لان الدمار كبير جدا، اضافة الى المهام الاخرى الموكلة اليها كالقتال وتوفير ممرات آمنة للمدنيين وتقديم الغذاء والماء لهم والاسعافات الاولية للجرحى والمرضى منهم”.
مناشدات لإنقاذ العائلات من تحت الانقاض
على الصعيد نفسه ، اطلق ناشطون موصليون نداءات استغاثة لانقاذ العائلات المحاصرة تحت الانقاض في الموصل القديمة.
وقال الناشط الموصلي ابو رؤى العبيدي، احد اعضاء مرصد “موصليون” المختص بمراقبة وتحليل اجراءات تنظيم داعش، في حديث الى “الصباح الجديد” انه “ابتداء من حي موصل الجديدة والرسالة واستمرارا بحي الثورة والرفاعي والزنجيلي والشفاء وانتهاء بالموصل القديمة، يدفن يوميا عدد من العائلات تحت انقاض منازلهم ولا يتم انقاذ الا القليل منهم، بسبب نقص في ملاكات الدفاع المدني والياتهم”.
واضاف “نحن في (موصليون) تصلنا عشرات المناشدات يوميا من اناس اهلهم ما زالوا احياء ولكنهم تحت الانقاض، ولاتصل فرق الانقاذ من كل عشر حالات الا واحدة او اثنتين، مع الاسف الشديد”.
ولفت العبيدي الى ان “الوضع المأساوي الحالي بحاجة ماسة وعاجلة الى عشرات الفرق من الدفاع المدني من التي تتواجد في احياء الموصل حديثة التحرير، كي تسهم في انقاذ العائلات المحاصرة تحت الانقاض واخراج جثث الموتى منهم”.
وتابع “ندعو الاطراف الحكومية كافة في بغداد وفي اقليم كردستان وفي بقية محافظات العراق، كما ندعو دول الجوار ايضا الى ارسال فرق دفاع مدني مختصة مع الاليات للمساهمة بهذه المهام الانسانية النبيلة، علما ان التأخير لا يصب في صالح تلك العائلات العالقة والتي تعيش بقدرة قادر وفي ظروف مأساوية صعبة جدا”.