قال إنّه يرغب بأن يموت تحت علم الاستقلال
السليمانية ـ عباس كاريزي:
قال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني انه يرغب بأن يموت تحت علم كردستان مستقل، مؤكدا ان اجراء الاستفتاء يهدف الى اقامة دولة مستقلة.
وتابع بارزاني خلال لقاء اجراه مع مجلة فورين بوليسي الاميركية (Foreign Policy )، ان النظام الفيدرالي اخفق في معالجة مشكلات العراق، لذا فام الكرد يفكرون في اعلان الاستقلال.
واضاف اننا توصلنا الى هذه النتيجة منذ فترة طويلة لذا قررنا اجراء الاستفتاء في الاقليم خلال العام الحالي، لذا فاننا قررنا ان نعود الى رأي الشعب حول الاستقلال، واوضح ان بغداد لا ترغب ان تكون شريكاً حقيقا لكردستان، ما دفع بنا الى البحث عن خيارات اخرى، بضمنها الاستقلال.
واشار بارزاني الى ان الاستفتاء هو الخطوة الاولى نحو الاستقلال، بعدها سنبدأ حوارا صريحا مطولاً مع الاطراف السياسية في العراق، فضلاً عن اجراء حوار مع المسؤولين في الادارة الاميركية، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في العراق، وتابع «كذلك سنفتح حوار مع تركيا التي عدها شريكا اقتصاديا مهما لاقليم كردستان».
وقال بارزاني انه لايفكر بترشيح نفسه لمنصب رئيس الاقليم في الانتخابات البرلمانية المقرر اجرائها في شهر تشرين الثاني المقبل، مضيفاً انه لن يرشح نفسه لمنصب رئيس الاقليم لولاية اخرى مقبلة، خلال الانتخابات المقبلة.
بدورها وفي معرض ردها على تقارير مظللة نشرتها وسائل اعلام قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، عن موافقة الامم المتحدة على مراقبة والاشراف على الاستفتاء المزمع اجرائه في 25 من ايلول المقبل في الاقليم، اصدرت بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) بياناً نفت فيه موافقتها على الاشراف على الاستفتاء.
واضافت المنظمة انه وبعد إجتماعها مع المفوضية العليا للإنتحابات في إقليم كردستان العراق، فان مكتب المساعدة الانتخابية التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) يود تصحيح التقارير غير الدقيقة التي تفيد بأن يونامي ستقوم بالإشراف والمراقبة والدعم لعملية الإستفتاء، ويؤكد مكتب المساعدة الانتخابية أنه لا يعتزم أن ينخرط بأي شكل من الأشكال في ما يتعلق بالإستفتاء المزمع اجراؤه في 25 أيلول سبتمبر 2017 حسبما أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق بالقرار رقم 2017/106، بتاريخ 8 حزيران/يونيو 2017.
وكان السفير البريطاني لدى العراق فرانك بيكر قد نقل خلال لقائه برئيس إقليم كردستان في منتجع صلاح الدين اول امس الخميس رفض بلاده لاجراء الاستفتاء في الوقت الراهن.
واضاف بيكر وفقا لبيان لرئاسة الاقليم ان بلاده تدعم حقوق الشعوب والأمم لتقرير مصيرها، لكنها تعتقد بأن الوقت الحالي ليس مناسباً لإجراء الإستفتاء في إقليم كردستان.
من جهته بيَّن بارزاني بأن شعب كردستان يرغب في الحصول على حقوقه بأساليب سلمية بعيدة عن العنف، ويؤكد إقامة أفضل العلاقات مع بغداد ودول الجوار والمنطقة.
من جهته قال عضو مجلس النواب عن حركة التغيير هوشيار عبد الله ان السبب الرئيس وراء الصراع المستمر بين حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني، نابع من رفض الحركة تأسيس نظام حكم توراثي عائلي في الاقليم خاضح لارادة تركيا.
وتابع في تصريح تابعته الصباح الجديد ان الذين يدعون تمثيل شعب كردستاني يردون تأسيس دولة على شكل قبرص، ان تكون خاضعة لارادة وهيمنة تركيا، وان تلك الدولة ستكون على شكل الدول المتخلفة الفاشلة في العالم.
واضاف انه في أي وقت يتم فيه تفعيل عمل برلمان كردستاني فان المهمة الرئيسة والاولية التي يجب ان يقوم بها، يجب ان تكون تعديل قانون رئاسة اقليم كردستان، ومنع اعادة التمديد لرئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني.
وفي سياق التحشيد الاعلامي الذي تقوم به وسائل اعلام تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني باتجاه توجيه الرأي العام لتأييد الاستفتاء نشرت احدى المواقع التابعة للحزب الدمقراطي صورا لجواز السفر والعملة الكردية وطوابع البريد التي ستستعمل في الدولة الكردية المقبلة.
ونشر الموقع صورا من تصميم الرسام الكردي الشهير اسو مام زادة منذ مدة طويلة لجواز السفر المرتقب وعملة كردستان الي يطلق عليها (دراو) أي عملة باللغة الكردية.
مواطنون قالوا في تصريحات للصباح الجديد ان استعمال ورقة الاستفتاء من قبل الاحزاب السلطة لالهاء المواطنين عن المشكلات والازمات التي تعصف بالاقليم وليس لتحقيق الاستقلال وهو رقة ضغط سياسية ضد الخصوم والمنافسين في العراق.
هيمن رسول وهو معلم في احدى مدارس محافظة السليمانية، اضاف في حديث للصباح الجديد، ان استخدام خيار الاستفتاء هو ورقة ضغط ومحاولة لتحقيق مكاسب اكبر من الحكومة الاتحادية، واردف «انه مسعى للمتاجرين في القضايا الوطنية والقومية لفتح قنوات جديدة للمتاجرة بتطلعات شعب كردستان مع بغداد».
ويضيف ان مسألة الاستفتاء والاستقلال حلم جميل لا يجب ان يسيس ويحزب ويجير لصالح جهة محددة، تستخدمه للخروج من مأزق سياسي تمر به، وتابع ان اقليم كردستان لايستطيع توزيع الرواتب على موظفيه وهو يستورد كل احتياجاته الغذائية والحياتية من الخارج ودول الجوار، فكيف بامكانه تأسيس دولة مستقلة.