جولة العبادي واستقلالية القرار السياسي

كيف يمكن للعراق ان يستقل بقراره السياسي العراقي في اقامة العلاقة مع أي دولة ضمن مبدأ مصلحة البلدين هذا السؤال المهم والذي ستكون إجابته عند السيد العبادي في زيارته المرتقبة للسعودية.
عند الحديث عن معنى ترطيب العلاقات وفتح صفحة جديدة يعني تغيير لهجة الاعلام المتبادل من السلبي الى الإيجابي وان يتم ترتيب زيارات بين الطرفين على مستوى وزراء الخارجية وغيرهم وصولا الى عقد لقاء قمة‘ولعلنا ندرك انه لم تكن هناك سابقة ان رئيس وزراء العراق يشترط بزيارته ان تسبقها زيارات لمسؤولين سعوديين مثل وزير الخارجية السعودي ووزير الطاقة والاستثمار السعودي وهذا يدل على السياسة الجديدة للعبادي التعامل بالمثل وحسب الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول ذات السيادة.
وعلينا القول ان السيد العبادي استطاع خلق خارطة طريق لعلاقات العراق مع جيرانه وبخطى هادئة وثابتة انتجت اهتمام الاخرين بالعراق كدولة صادقة وواثقة من نفسها، وهنا استطاع العراق ان يوضح للعالم ولدول الجوار، ان اولوياته طرد ومحاربة الارهاب وصناعة السلام بالمنطقة وهو بات شريكاً فاعلا وحيوياً بل هو محراب المواجهة ضد الارهاب مما عزز ثقة الجميع بعد الانتصارات الكبيرة على الارهاب والقضاء على داعش.
العبادي في زيارته المرتقبة للسعودية سوف يسقط كل التسويقات التي كانت تتهم العراق بهربه من اشقائه العرب وعزل العراق عنهم وكذلك هو لايتبع أي سياسة ولايتأثر بها.انما مصلحة العراق هي المسؤولية الكبرى امام أي مسؤول في ادارته للملف السياسي وان العراق لا يريد ان يكون طرفاً بأي خصومة بين دول الجوار بل على العكس سوف يعلنها صراحة ان مصلحة المنطقة هي التعاون المثمر بين دوله وهو ما سوف يقوم به العراق لان العبادي يعتقد ان العراق هو المتضرر الأكبر لأي خلاف بين دول الجوار وخصوصاً بين ايران والسعودية والتي يرتبط العراق بالأولى بعلاقات وثيقة بشتى المجالات ويريد ان يبني علاقات متينة أيضا مع السعودية وكل دول الجوار لكون العراق يحتاج أيضا الكثير من الاستثمارات والدعم في الإعمار والخدمات ويعيد بناء منظومته المجتمعية بتعاون جدي من كل دول الجوار.
د. عدنان السراج

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة