المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي لـ(الصباح الجديد):
بغداد ـ عمارالبغدادي:
اخيراً فتح الناطق الرسمي للحشد الشعبي الاخ النائب المجاهد احمد الاسدي قلبه بعد ان يأست من تذكيره بضرورة الكتابة عن حوادث ماقبل”وكسة حزيران” وماجرى في قاعدة سبايكر وهي الاوراق السرية التي بقيت حبيسة الصدور سنتين من مواجهات كبرى في تاريخ العراق والمنطقة العربية.
سألته عن الليلة التي تحرك فيها “الشباب” على قاعدة بلد وكأنها الليلة التي عاشتها اول عصبة في التاريخ ومقولة امامهم وهو يرمق السماء”انها والله الليلة”.
قال لي “ ان الفريق حاتم المكصوصي وكان مدير الاستخبارات العسكرية في الجيش العراقي تلقى اتصالا هاتفياً من الفريق علي الفريجي قائد عمليات صلاح الدين ان قاعدة سبايكر مطوقة بالكامل وانهم محاصرون داخل مقر الفرقة18 وينتظرون موتهم او اسرهم متى مادخل الدواعش اليهم ولم يبق معه الا حمايته الشخصية وفريق من الضباط”.
يتابع الاسدي” اخذ الفريق المكصوصي يبحث بيأس واضح عمن لديه الاستعداد القتالي للذهاب الى القاعدة وفك الحصار عن المجموعة الموجودة في سبايكر وانقاذ ماتبقى من الرجال والدفاع عنها وهنا وصلني الخبر فقلت للاخ الفريق انا من سيذهب الى القاعدة ومن معي وسالتحق بالفريق المحاصر”.
يضيف الاخ الناطق الرسمي “اخذت الشباب وتوجهت الى قاعدة المثنى في مطار بغداد وتوجهنا مساء الى قاعدة بلد بتاريخ10/6 للتزود بالسلاح والبنادق وبعد وصولنا تسلمنا 90 بندقية و10 بيكيسيات وكانت قديمة ومتربة وغير صالحة للاستعمال فقمنا بتنظيفها وانتظرنا الى ماقبل حلول الغروب حتى حصلنا على طائرة نقل اقلتنا الى سبايكر يوم11/6 في تحرك كان اشبه بالعملية الاستشهادية اذ لم نكن نعلم مستوى سيطرة داعش على المنطقة والمساحة التي تم احتلالها من القاعدة”..دخلنا القاعدة يوم 11/6 قبل المغرب وكانت رائحة الموت تملأ المكان والضحايا الـ1700 اقتيدوا صباحاً الى حتوفهم!.
من قاعدة سبايكر تحركت كتيبة من فتية كتائب جند الامام عددهم 91 مجاهداً واعمارهم لم تتجاوز عمر اغصان الزيتون في مسيرة طاهرة ومجاهدة تركت حطام الدنيا خلف ظهورها وتحركت على مشروع تكفيري متطرف كان يستهدف تحويل العراق الى ثكنة داعشية وبغداد الى مدينة من الحطام.
انهم “ فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم”وهنا تحرك التاريخ وساعة التجارب الرسالية لتشهد هذا اللقاء الرباني بين فتية الكهف وفتية العراق الى كهف سبايكر..كادت القاعدة تتحول الى كهف داعشي تنصب فيه المشانق للقادة والضباط كما تحولت المنطقة تاليا الى ساحات للذبح والجريمة وقتل الانسان.
كان “ ابو جعفر” يتحرك على قاعدة “ وغاية القصور في الثورة.. ان تعلن الثورة في القصور” لان الثورة والتجربة والوطن قاب قوسين او ادنى من قوانين الالتحاق بدولة الخلافة والامرة لابي بكر البغدادي والقرار الوطني يصنع في عسير ونجران وموصل 10حزيران!.
في هذا الوقت كان يقاتل الى جانب الكتائب بقية فصائل المقاومة في مناطق الزيدان ودويليبه وجرف الصخر وذراع دجلة في حزام بغداد.
ولم لايتحرك التاريخ مرة اخرى بعد تجربة فتية الكهف ويتردد في جنبات التاريخ والانسان ان رجالا من العراق تصدوا في ظل غياب قرار التحرك الوطني العام وانهيار شبه كامل لحوافز الوطنية وتغليب المصالح الوطنية العليا فكان هؤلاء الرجال سورة سبايكر وبطولة الوطن المتمرد على مشاريع التدجين الطائفي والتكفير الداعشي بعد ان مثل فتية الكهف اية الله فوق قمة جبل!.
ومثلما بنى الناس في تجربة اهل الكهف مسجدا وتحولت السورة الى مشهد في المكان والتأويل الرسالي الى درس للمعرفة والايمان بالقضية الكونية والربانية كما الايمان بقدرة الله على تغيير الاشياء والحوادث تحولت سبايكر بكتيبة ال91 رجلا وفتى يقودهم رجل من روح السورة الرسالية في سبايكر الى مشهد اجتماعي تغييري انقلابي ورسالي في حياة العاملين وربما يكون “حضور جند الامام في قاعدة سبايكر الى اليوم” هو صورة المسجد الذي بناه الناس على فتية الكهف!.
السؤال المهم : كيف نهض هؤلاء الرجال الى سبايكر وتحركوا على قطار الروح الوطنية الجامعة ودخلوا اليها كما دخلها تاليا رجال الحشد الشعبي بعد صراع مرير سالت دماء على جنباتها فمحوا الهزيمة وغسلوا العار بهمة الرجال وحماسة الثوار؟.
فكرة الحشد بدأت من هنا ومشهد الفتوى تحرك من وحي صورة الرجال الفتية وهم يتحركون على الوطن احرارًا كبارًا لايهابون الموت ومعهم قيادتهم التي كانت تستعيد على وقع هزيمة القادة عزيمة القادة الكبار.
ان كتائب جند الامام التي تحركت قبل قرار مرجع الامة ووصلوا قاعدة سبايكر وقاتلوا وقدموا الشهداء هم الذين يمسكون مواقع القصور الرئاسية ومكان الجريمة والمقابر الجماعية ويقومون بحراسة اثار الشهداء من لحظة التحرير الى الان وهم من استبدل اسم مجزرة سبايكر الى مجزرة تكريت حتى تبقى شاهدة على ارتكابها في تكريت.
واقولها بثقة كبيرة: لولا وجود قيادة قررت في لحظة الهزيمة قرار التحرك لما كانت هنالك كتيبة ولن تكون هنالك تاليا كتائب لجند الامام ولولا قرار التحرك لم تكن هنالك همة تحرير ومن هنا كانت البداية ..بداية التحرك على الصياغة الفقهية للفتوى والضرورة الوطنية للقرار ولو لم تكن الكتيبة 91 رجلا عراقيا ماكان هنالك اليوم تلك الحشود الفدائية الكبيرة التي حمت اسوار بغداد وتحركت بحماية الكتيبة على كل شبر محتل من ارض العراق وتحاصر بهمة الرجال وهمة الكتيبة الاولى اخر مربع في ايمن الموصل!.
من هنا يجب ان نتحرك على “اعادة كتابة التاريخ” بالهامش التاريخي لقرار التحرك وبالعزيمة التي قرر فيها فريق من الرجال الذهاب الى سبايكر والبنادق من التراب والتراب معفر بالهزيمة والصدور مهشمة بخناجر الهروب الكبير والرتب في الطين والحرائق تملأ المكان واخرون يمنون النفس بالكرسي المتحرك لسلطة مطوقة بصيحات “ قادمون يابغداد”!.
لولا هؤلاء الرجال ماكان لي ان اكتب هذا المقال وانا في بغداد او على سطحها في الاقل ان لم اكن تحت ترابها فلايمكن ان يمر هؤلاء القتلة الا على جسد العاصمة وما العاصمة الا من لحومنا ودمائنا ايها السادة.
في ذكرى الفتوى الشرعية والتاريخية للامام السيستاني اتذكر الرجال الرجال واذرف دمعتين على جسد الكتيبة المقاتلة واحدة لرائعة القرار النوعي التاريخي عبر القتال الشرس بالبنادق المعفرة بالتراب والاخرى لان الرجال تحركوا في وقت كان ليل بغداد بهيما والساسة منشغلون بتشكيل حكومة “عليلة” لاتقوى على حمل نفسها فضلا عن تحملها مسؤولية رد العدوان.
ان هؤلاء الرجال مثلوا القاعدة التي انبنت عليها “رواية قاعدة سبايكر” وربما ستكون تلك الرواية اول كتاب تاريخي يعرف الناس بقصة الكتائب العراقية التي وعت اللحظة وترجمت فعلها على شكل وجود كبير في الحشد الشعبي وربما كان موقع الناطق الرسمي للحشد الا صورة اللحم والدم حيث تتحدث عن صورة الرجل وهو يتحرك ببندقية من تراب على مشروع كان يرد على تلك البندقية ب27 ملياردولار اسلحة عراقية تركت في الموصل عشية السقوط الكبير.
تحية لكتيبة الرجال..سلاما لابي جعفر.