توقّع أن يتم الاحتفال بالعيد في مدينة الرقة بعد تحريرها من داعش
السليمانية ـ عباس كاريزي:
توقع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار في تصريح للصباح الجديد ان تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مدينة الرقة في القريب العاجل معرباً عن امله في ان يقام العيد في الرقة هذا العام.
واضاف درار عقب اجتماع عقده وفد من مجلس سوريا الديمقراطية مع سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة السليمانية باقليم كردستان امس الاحد، ناقش مجمل الأوضاع في المنطقة وسوريا سياسياً وعسكرياً، ان مجلس سوريا الديمقراطية مؤمن بالحل التفاوضي مع النظام في سوريا، وان يتم رفع الفيتو عن مشاركة الكرد مع المعارضة في المؤتمرات الدولية الرامية الى معالجة الازمات في سوريا، واضاف اننا نمتلك حلولا وخططاً للحل السياسي اذا ما تم التنسيق مع المعارضة السورية.
وأشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، إلى أنهم ليسوا بصدد مواجهة الحكومة السورية عسكرياً، وإنما يواجهونها سياسياً، وأن لديهم قوة تحميهم في حال جلسوا على طاولة المفاوضات، أما الآخرون الذين يجلسون على طاولة المفاوضات، فليس لديهم سوى فصائل مشتتة تقتل وتحارب بعضها، وهؤلاء لن يحققوا شيئاً، مطالبا جميع الاطراف اعتماد تجربة الادارات الذاتية التي اعتمدت في المدن الكردية كأساس لتشكيل ادارات جديدة تتيح للمواطنين في كل مدينة ادارة مناطقهم، لافتا الى ان مشروع سوريا الديمقراطية انموذج جديد وطريقة حديثة لترسيخ العيش المشترك والاعتراف بالاخر.
واشاد درار بالمنجز العسكري والانتصارات التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية برغم التحديات والمصاعب، معربا عن امله في ان تتمكن تلك القوات من تحرير مدينة الرقة من داعش في اسرع وقت، قائلاً ربما سنقيم احتفالات عيد الفطر في مدينة الرقة بعد القضاء على داعش وان يعود السلم والامان لاهلها.
وأردف درار بالقول إن المعارضة السورية ما تزال تحمل عقلية حزب البعث، وما زالت تنظر إلى القضية الكردية على أنها قضية انفصال، ويجب تغيير هذه الذهنية، مبيناً ان مجلس سوريا الديمقراطية يعمل لأجل كلّ سوريا، ويسعى للتعامل والتعاون مع كل المكونات على حد سواء، كما يسعى لرفع شعار جديد مختلف عن مشروع الدولة القومية.
وفي معرض رده عن سؤال للصباح الجديد عن وجود نوع من الهدنة غير المعلنة بينهم وبين النظام في سوريا، اشار درار الى ان عدم طرد مؤسسات الدولة من أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يكمن في ان القوى الكردية ترى ان النظام شيء، ومؤسسات الدولة شيء آخر، وسر بقاء هذه المؤسسات هو أنها تدفع رواتب المواطنين وتقدم الخدمات، وهو ما يمنع إسقاط مؤسسات الدولة.
واوضح ان رؤيتهم للتعامل مع مؤسسات الدولة تختلف عن رؤية المعارضة التي أرادت إسقاط كل شيء من أجل أن تتسلم الكرسي مكانَ الذي يتسلمه الآن، وهو ما عده ليس حلاً ثورياً ولا سياسياً، واضاف «أعتقد أن أسلوب «الطريق الثالث» الذي سرنا فيه هو الذي يستطيع تحقيق نصر في سوريا على النظام، وأن يحقق تواجداً من دون أن يحضر في جنيف أو آستانة».
واوضح درار ان تشكيل الادارات الذاتية في شمالي سوريا والمجلس الديمقراطي لا يعني الانشقاق عن سوريا موضحا ان صراعهم مع النظام سياسي وفقا لمنطق المواجهة السياسية، نافيا وجود علاقة مباشرة مع النظام، وإنما علاقاتنا مع مؤسسات الدولة.
ورفض الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية التدخلات الاقليمي والدولية في الشأن السوري، مؤكدا ان دخول أية قوات عسكرية لملاحقة داعش وغيره من الجماعات الارهابية داخل الاراضي السورية امر غير مقبول واننا لا نتمنى ان ينوب احد في الجوار عن السوريين ان أي تدخل يمكن ان يكون وراءه اندفاعات اخرى وبعث برسالة الى جميع دول الجوار بفتح صفحة جديدة واحترام ارادة الشعب السوري في تقرير شكل الحكم الذي يراه مناسبا لمستقبله. وحول العلاقة مع الولايات المتحدة على الرغم من الاشارة الى وجود تواصل ولقاءات وتنسيق مع المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية، الا انه اشار الى أن الدعم الذي يأتي من الولايات المتحدة هو فقط محدد بمحاربة داعش، وهو دعم شراكة وتحالف، وبالتالي يمكن الانتقال إلى خطوة سياسية.
وحول موقف المجلس من الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان تابع درار ان المجلس يحترم حق شعب اقليم كردستان في تقريرمصيره، وانه شأن داخلي للاقليم اذا ما تمكن من تقديم حلول للمشكلات والازمات الداخلية.
من جهته دعا سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد المسؤولين في الادارات الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية الى الاستفادة من الاخطاء والاخفاقات والنجاحات التي مرت بها تجربة اقليم كردستان، مشيراً الى ان الاتحاد الوطني كان ومازال يعتقد بأن الحل في سوريا يجب ان يكون سياسيا، وهو ما يسترعي جميع الاطراف المتصارعة تقديم التنازلات المتبادلة والاتفاق على صيغ جديدة لادارة البلاد.
واشار مراد الى ان الاتحاد الوطني ومن منطلق ادراكه لاهمية التعايش والتآخي السلمي بين مكونات سوريا، مستعد لتقديم جميع انواع الدعم والمساندة المطلوبة لانجاح التجربة الديمقراطية للادارات الذاتية، مشيرًا الى ان انموذج الادارات الذاتية يجب ان يعتمد كأساس لسوريا المستقبل.