الانسان بطبيعته كائن اجتماعي يسعى لخلق علاقات مع الآخرين والتواصل معهم بشتى السبل، فمن المؤسف ان نجد افرادا تعيش بوحدة بعيدة عن مجتمعاتها وناسها في عزلة عن محيطها نتيجة الخوف من الآخر وعدم الثقة بالذات مما يؤثر سلبا» على حياتها ، ويعرضها لاضرار نفسية حادة تظهر من خلال اضطرابات في المزاج وعدم القدرة على التواصل لتنعكس سلبا» على تصرفات الفرد وتقوده في النهاية الى الأحباط .
تعد الصداقة حاجة ملحة من ضروريات الحياة والبقاء، وهي عنصر جميل في حياة البشر ، تضفي نكهة ايجابية من خلال المشاعر العاطفية المتبادلة المبنية على الاحترام والموّدة والصدق والأمانة ، تتميز بالانسجام والتوافق والموّدة والتعاون ، خاصة اذا كانت هناك مواقف صعبة يلزم مواجهتها، نخفف من وطأتها بالتعاون والمشاركة لتبدو أقل قسوة وننتصر عليها .
الصداقة عادة ما تكون مبنية على اساس العقل بعيدا» عن تقلب المزاج والمنفعة، ليكتب لها النجاح والثبات والاستمرار ، فالانسان منا يحتاج الى اصدقاء كفوئين لمساعدته على تخفيف حدة توتره ،وتهذيب اخلاقياته ومزاجه ، يسهموا على تطوير قدراته الفكرية والعملية ،ليرتقي الى مراتب الكمال وتحقيق الفضائل ، فمن الأجدر على كل منا ان يقيم علاقات طيبة مع الآخر لبناء مجتمع متماسك قوي يسهم في توطيد هويتنا الانسانية.
«جعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا» فكل منا يختار مرآته او يصنعها بنفسه ،فالسعادة تبدأ من الداخل ، تبنى على العطاء والمحبة واختيار الاصدقاء الكفء الذين يرسمون لنا الجمال بعيدين عن صور الغدر واشكال القبح ، وبهذا تكون فرادة كل إنسان وتميّزه هي الضامن الأوحد لمبدأ الصداقة .
الصداقة ضرورية فيما بين الدول ايضا» لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، واتباع الحوار وتدابير بناء الثقة لكي تسهم في إرساء علاقات الصداقة بين الشعوب والبلدان على الصعيدين المتعدد الأطراف والثنائي، فتطوير علاقات الصداقة بين الأمم والشعوب على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وصون السلام والأمن الدوليين، وتحقيق التعاون في حل المشكلات الدولية، على النحو الوارد في ميثاق الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حلول دائمة للعديد من النزاعات والصراعات المعقدة في جميع أنحاء العالم.
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك