كنا نقطع الإجازة ونلتحق بوحداتنا كي نحصل على الطعام والمأوى
2 – 2
نينوى ـ خدر خلات:
يكشف طفل ايزيدي من اهالي سنجار، من مواليد 2001 جانباً مما اصابه بعد ان اختطفه الدواعش من قرية كوجو عندما كان عمره 11 عاماً وتحديداً في آب 2014.
في الجزء الثاني والاخير، يقول طفل ايزيدي ناجٍ من قبضة داعش بعد أن حولوه لمقاتل في صفوفهم انه بقي بمعسكر داعشي لمدة 8 اشهر تحت الارض من دون ان يروا ضوء الشمس.
ونقل الباحث الايزيدي المختص في تدوين قصص وافادات الناجين من كارثة سنجار، داود مراد ختاري، عن الطفل (ج.ي.ك) قوله “نقلوني من الرقة الى الشدادية مع شقيقي (س) و(40) طفلاً ايزيدياً بعمر (10-14) سنة ، ومن ثم الى معسكر في مدينة (السلوك) والعودة ثانية الى الرقة في معسكر للتدريب، و بقيت سنتين في التدريب العسكري ودراسة القرآن والعقيدة، وكان معي شقيقي لستة أشهر، وعندما اندلعت المعارك في مبروك التحق شقيقي بالمعركة”.
واضاف “عدد المتخرجين كان 80 مقاتلاً بضمنهم 12 طفلاً ايزيدياً، عشرة منهم قتلوا في المعارك أو فجروا أنفسهم، ثم دخلت الى معسكر حما للتدريب لمدة (45) يوماً، وكنا نفرح بشدة بالتخرج من دورة المعسكر، لان لا يجوز الخروج من المعسكر الا بعد التخرج، علما ان الكثير من المقاتلين كانوا يودون المشاركة في المعارك والقتال لينالوا الشهادة في سبيل الاسلام”.
واشار (ج.ي.ك) الى انه “في الدورات كان هناك محاضرات مكثفة عن دور الشهيد في الاسلام، وكذلك المميزات التي يحصل عليها الشهيد في الجنة من الحوريات والبقاء الدائم للروح (الخلود)، علما انه حينما كنا في معسكر بلقيس في الرقة / شارع 23 شباط، كان المعسكر تحت الأرض ولم نرَ الشمس لمدة (8) أشهر، وبعد الانتهاء من الدورة، فان المقاتلين المسلمين عادوا الى دورهم في اجازة، والامير أخذ الاشبال الايزيدية الى داره، وتم قصف الدار من قبل طيران الجيش السوري ، أصيب الجميع ولكن حالة اثنين منا كانت خطيرة وبقي واحد في المستشفى في حالة غيبوبة لمدة شهر كامل”.
وتابع “بعد أن تخرج (150) متدرباً من الدورة تم توزيعهم على التالي (50 سجلوا اسماءهم انتحاريين – 60 الى كتيبة عمر بن الخطاب – 30 لواء بدر – 10 لواء البتار وانا كنت من ضمنهم، و لواؤكم لم يخض اية معركة، ثم تم نقلي الى كتيبة فرسان الشهادة ووضعوني في الخطوط الامامية للمواجهة ولكن لم ادخل اية معركة”.
وعن ايام الاجازة، يقول (ج.ي.ك) “كنا نذهب الى الجوامع، بل كنا كالكلاب السائبة بلا مأوى، ولم يكن بمستطاعنا المبيت في الفنادق لان راتبنا الشهري (35) دولاراً فقط، بينما سعر ليلة واحدة في الفندق أكثر من راتبنا الشهري، ولهذا كنا ننام في الجوامع، وكنا نسحب الستائر ونتغطى بها”.
ومضى بالقول “كنا نأكل وجبة واحدة تتكون من الصمون مع قليل من اللبن او ماعون رز بسعر زهيد، وفي الوقت نفسه كان هنالك مجاميع تساعد كل شخص ضمن مجموعتها، فمنهم من كان مسلطاً على اموال دولة الخلافة او مسؤولاً عن مشروع يربح منه فيساعد زميله في المجموعة ، وهناك من يتسلم مبالغ من دول العالم والمنظمات الاسلامية لمساعدة دولة الخلافة، ونحن كنا محرومين من جميع المساعدات، لذلك كنا نلغي أكثر اجازاتنا ونبقى في المعسكرات والخطوط الامامية للقتال لتوفر الاكل والمنام، علما ان اجازة الداعشي كانت عشرة أيام في الواجب ثم يتم منحك خمسة أيام استراحة تقضيها عند الاهل والاصدقاء”.
الهرب من داعش
وفكر (ج.ي.ك) بالهرب بعد تخرجه من التدريب في المعسكر، “فكرت جدياً بالتخلص من هذه الحياة المأساوية، لكنني اضطررت للتأخر بتنفيذ ذلك لمدة سنة لأنني كنت قد قررت ان أجلب شقيقي معي، وزاد شوقي للهرب عندما زرتُ قريتي في رمضان 2016، كذلك قرية الحاتمية المجاورة أيضاً، ورأيت قريتي مهجورة وخالية من البشر، مررتُ على جميع الدور ، واعيد جراح قلبي ودمعت عيناي”.
وحول كيفية اقناع شقيقه بالهرب، افاد بالقول “كان احدنا يخاف من الآخر بعدم الولاء لدولة الخلافة، لان بعض المقاتلين يتابعون البقية بتصرفاتهم واحاديثهم تجاه الدولة الاسلامية، لكن لا يستطيع محاسبة احد، الا في حال محاولة الهرب من القتال او محاولة التسلل الى منطقة خارج نطاق دولتهم الاسلامية”.
منوهاً الى انه “لم استطع مصارحة شقيقي بالهرب، بل قلت له سوف نذهب الى عرس زميل لنا في منطقة حدودية، واعتقد انه شك في الامر، لكن لم يخالفني، فحملنا حقائبنا وتحزمنا بالحزام الناسف، وعندما وصلت الى تلك المنطقة كنت على موعد مع المهرّب”.