اتفاق البلدات السورية الأربع يدخل حيّز التنفيذ
متابعة الصباح الجديد:
بدأت قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة إجلاء السكان من أربع بلدات محاصرة، حسبما أفاد نشطاء.
ووصل النازحون من بلدتي الفوعة وكفريا شمال غربي سوريا والواقعتين تحت سيطرة الحكومة، إلى حي الراشدين غربي حلب، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
وبدأت عمليات إجلاء مماثلة من مضايا التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من دمشق. ولم يتضح إذا كانت بلدة الزبداني القريبة والتي تضمنها الاتفاق بين الجانبين قد بدأ إخلاؤها من السكان أم لا.
وكانت الأمم المتحدة وصفت الشهر الماضي الوضع في البلدات الأربعة بأنه «كارثي» في ظل حصار أكثر من 64 ألف مدني «في دائرة من العنف اليومي والحرمان.»
وتخضع بلدتا الفوعة وكفريا، وغالبية سكانهما من الشيعة، منذ آذار عام 2015 لحصار من قوات المعارضة ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة.
لكن مضايا والزبداني، وأغلب سكانهما من السنة، خضعتا منذ حزيران عام 2015 لحصار من جانب الجيش السوري ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية.
وجرى التوصل لاتفاقية الإجلاء بوساطة من إيران وقطر، لكن معارضين يقولون إن هذا الإجراء يرقى إلى تغيير سكاني قسري.
ويعيش نحو 4.7 مليون شخص في مناطق يُصعب الوصول إليها في سوريا من بينهم 644 ألف شخص في أماكن أعلنت الأمم المتحدة أنها محاصرة.
وأفادت بعض المواقع، بانطلاق 60 حافلة تقل نحو 2350 شخصا من مضايا تنفيذا للاتفاق مقابل خروج 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تقل نحو 5000 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، وهي في طريقها إلى الراشدين غرب حلب، على أن تستكمل عملية إخراج باقي الحافلات في الفوعة وكفريا والزبداني خلال ساعات.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر محلي في منطقة الراشدين (تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب) أن 80 حافلة على الأقل وصلت إلى المنطقة آتية من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل في إدلب، في وقت قال أحد سكان مدينة مضايا، وهو على متن إحدى الحافلات التي تغادر من مضايا «انطلقنا الآن، نحن 2200 شخص على متن 65 حافلة».
وفي وقت سابق ذكر نشطاء سوريون أنه جرى استكمال صعود الخارجين في الدفعة الأولى وفق اتفاق المدن الأربع، إلى الحافلات وسيارات الإسعاف التي دخلت صباح اليوم إلى مدن وبلدات مضايا والزبداني والفوعة وكفريا، حيث يجري التحضير لانطلاق هذه الحافلات.
وأشار النشطاء إلى سقوط قذائف عدة قبل ساعات على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا بالقرب من تجمع الحافلات في البلدتين، ما تسبب بإصابة طفلة ومواطنة.
وكان النشطاء نشروا قبل أيام نص الاتفاق حول الزبداني ومضايا بريف دمشق وكفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي، ومخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق، وفيه: إخلاء كامل الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها 60 يوما على مرحلتين مقابل إخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال، ووقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا ببيلا بيت سحم)، وهدنة لمدة 9 أشهر في المناطق المذكورة أعلاه، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة بدون توقف، إضافة لمساعدات لحي الوعر في حمص، وإخلاء 1500 معتقلا من السجون (في المرحلة الثانية من الاتفاق)، وتقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى للعمل على التبادل، وإخلاء مخيم اليرموك (مقاتلين للنصرة في المنطقة)، كما أن هناك بندا لا يتعلق بالشأن السوري.
وكان 1100 من المسلحين وعائلاتهم خرجوا الأربعاء الماضي من الزبداني، كما تم تسليم 8 جثامين وإخلاء سبيل 4 أطفال و8 نساء من أهالي كفريا والفوعة كانوا في سجون «أحرار الشام الإسلامية» الأربعاء 12 أبريل، مقابل الإفراج عن 19 مسلحا تابعين للتنظيمات الإرهابية كانوا معتقلين لدى اللجان الشعبية في كفريا والفوعة الواقعتين في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وعلى صعيد متصل، من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران في موسكو في أول اجتماع للدول الحلفاء الثلاث منذ الضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات السورية بالقرب من حمص.
وتقول الولايات المتحدة إنها شنت هجوم الشعيرات ردا على هجوم كيميائي اتهمت الحكومة السورية بشنه على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة في إدلب وأودى بحياة أكثر من 80 شخصا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
ونفى الرئيس السوري بشار الأسد شن أي هجوم كيميائي، واصفا التقارير التي تحدث عنه بأنها «مُلفقة».
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت بن جيمس إنه من المتوقع أن يناقش وزراء الدول الثلاث في اجتماعهم بموسكو خطوتهم المقبلة ونوع التحقيق الذي يمكنهم دعمه بشأن الهجوم على بلدة خان شيخون.