مفوضية انتخابات الإقليم: سنجري الاستفتاء خلال العام الحالي
السليمانية ـ عباس كاريزي:
تواجه مساعي رئاسة وحكومة اقليم كردستان لاجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم خلال العام الحالي جملة من العقبات والعراقيل، الداخلية والاقليمية والدولية، التي قد يؤدي تجاهلها الى اقحام حكومة الاقليم وقواه السياسية والمواطنين على حد سواء في اتون ازمات جديدة، ستضيف معاناة جديدة الى مشكلاتهم السياسية والخدمية والمعيشية المتراكمة من دون حلول عملية منذ اكثر من سنتين.
ففي حين عقد امس الاحد الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني اجتماعاً وصف بالمهم، برئاسة مسعود بارزاني لدراسة النتائج التي توصل اليها وفدهما المشترك الذي زار بغداد الاسبوع الماضي والتقى بالطيف السياسي والحكومي لطرح مسألة علم كركوك والاستفتاء، عقد وفد رفيع المستوى من حكومة ورئاسة الاقليم اجتماعاً مع ممثلي البعثات الدبلوماسية في الاقليم للتباحث معهم في مسألة الاستفتاء على استقلال الاقليم عن العراق.
وذكر مصدر مطلع للصباح الجديد إن الاجتماع بين المسؤولين الكرد وممثلي البعثات الدبلوماسية في الإقليم تركز على ملفات الاستفتاء والاستقلال وآخر تطورات الوضع في كردستان والعراق والمنطقة، مشيراً الى أن الجانب الكردي اطلع الدبلوماسيين في الإقليم بنتائج مباحثات وفده في بغداد ضمن زيارته التي أجراها قبل أيام قليلة.
مفوضية انتخابات الاقليم بدورها قالت انها ستجري الانتخابات في الاقليم خلال العام الحالي وان بامكانها اجراء الاستفتاء ايضاً، مشيرة الى ان المطالبة باجراء الانتخابات تقع ضمن سلطات رئيس الاقليم ولا حاجة لاصدار قرار من برلمان كردستان المعطل مذ قرابة عامين.
واكد رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الاقليم هندرين محمد ان المفوضية وضعت في مقدمة سلم اولوياتها اجراء الانتخابات البرلمانية في الاقليم نهاية العام الحالي، عبر خطة وبرنامج وضعته عقب تخصيص ميزانية لها من قبل حكومة الاقليم.
محمد اضاف انه وفقاً للقانون فأن رئيس الاقليم سيطالب مفوضية الانتخابات باجراء الانتخابات، لان ذلك يقع ضمن صلاحياته، واضاف ان المفوضية اكملت جميع الاستعدادات الادارية المطلوبة ومتى ما طلب منا سنقوم باجراء الانتخابات.
محمد اكد ان بامكان المفوضية اجراء الاستفتاء الى جانب الانتخابات، مبيناً ان الاستفتاء اسهل من الانتخابات، ولايحتاج الى ميزانية كبيرة، واذا ما طلب منا فاننا سنقوم باجراء الاستفتاء مع الانتخابات المقبلة نهاية العام الحالي.
بدوره قال نائب رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (UNAMI) جورجي بوستين معلقاً على موضوع الاستفتاء الذي ينوي الاقليم إجراءه لمعرفة رأي المواطنين حول مسألة الاستقلال، ان هذا الموضوع يتعلق بما يحتاجه العراق بعد التخلص من داعش.
بوسطن اضاف على هامش مشاركته في مؤتمر العراق شباب وتعايش الذي نظمته البعثة الدولية بالتعاون مع منظمة الامل العراقية في مدينة السليمانية، بخصوص موقف الامم المتحدة حيال الاستفتاء على الاستقلال في كردستان، «نعتقد بالتعامل مع كل تطور في حينه، نركز حالياً على مستقبل العراق بعد تخليصه من الارهاب، لذلك كل جواب على هذا السؤال مرتبط بما يحتاج اليه العراق بعد القضاء على داعش».
وكان رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني قد ابلغ الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس خلال زيارة الاخير الى اربيل في 30 مارس آذار الماضي، إن الاستفتاء على حق تقرير المصير لشعب كردستان سيجرى في المستقبل القريب, مشيراً إلى أن الدافع وراء هذه الخطوة هو إبلاغ العالم برغبة شعب كردستان وقراره.
مواطنون استطلعت الصباح الجديد اراءهم قالوا انهم لن يشاركوا في أية انتخابات جديدة او استفتاء يقام في الاقليم، بعد الكوارث التي خلفتها سياسات الاحزاب الحاكمة على المواطنين في الاقليم.
بكر عبد الله وهو سائق سيارة اجرة التقته الصباح الجديد وسط سوق السراي بمحافظة السليمانية، قال نحن اليوم نستذكر نهاية النظام الدكتاتوري السابق، ولكن قل لي ماذا فعل هؤلاء واين هي منجزاتهم، بعد 25 عاماً من حكم الكرد لانفسهم نتحدث اليوم عن برلمان معطل وحكومة فاقدة للشرعية ومافيات وتجارة غير شرعية، على حساب الشعب الذي قدم التضحيات للتخلص من نظام صدام.
سوران علي الذي يعمل في محل لبيع الملابس الرجالية، قال من جهته «لماذا نذهب الى الانتخابات اذا كانت النتيجة هي الشيء نفسه اذا فاز هذا او ذاك، و هي سرقة وتبديد للثروات وتجاوز على حقوق وحريات المواطنين، هذا هو ما قدمته الاحزاب الكردية للمواطنين وشعب كردستان، طوال فترة حكمها.
وتابع نحن الشباب اصبحنا بلا مستقبل في هذا البلد، لاقيمة فيه للمرأة والرجل والشاب والطفل، والان وبعد ان فقدت كل اكاذيبهم بريقها خرجوا علينا بمسألة الاستفتاء والاستقلال، اذا هؤلاء فشلوا في حكم اقليم فكيف سيتمكنون من حكم دولة «اشك في ذلك».
وفي معرض رده على سؤال عن ما اذا كان قد زار مركز تحديث سجل الناخبين، قال لماذا احدث سجلي الانتخابي انا وعائلتي وكل الذين اعرفهم لم نذهب الى تحديث السجل الانتخابي ولن نشارك اصلا في الانتخابات المقبلة في كل الاحوال.