زيادة انفجارية بأعداد نازحي أيمن الموصل ومناشدات لتقديم العون لهم
نينوى ـ خدر خلات:
فيما اقدم تنظيم داعش الارهابي على مصادرة اكثر من 150 محلا تجارياً ونهب محتوياتها بأيمن الموصل، كشف مصدر موصلي عن حصول “زيادة انفجارية” بأعداد النازحين والهاربين من الاشتباكات المستمرة وسط ظروف قاسية، مع اطلاق مناشدات لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية العاجلة لهم.
وقال مصدر أمني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي يخطط لمعركة طويلة ومعقدة في عمق الاحياء السكنية بالجانب الأيمن من مدينة الموصل، حيث انه لم يكتفِ باجراءاته المعهودة من فتح المنازل على بعضها وتفخيخ الازقة وسد الطرق بسيارات المدنيين وغير ذلك من الاساليب الاجرامية”.
واضاف “فقد قامت مفارز العدو بفتح اكثر من 150 محلا تجارياً في عمق الجانب الايمن، مع نهب محتوياتها بالكامل بذريعة كي لا تقع بأيدي القوات المهاجمة، مع فتح بعض تلك المحال على المباني الواقعة خلفها، فضلا عن تفخيخ بعضها”.
واشار المصدر الى ان “داعش يستغل التزام الاهالي بمنازلهم خشية الاشتباكات والقصف الجوي والمدفعي، وينهب أي محل تجاري تكون ابوابه مغلقة، ويركز عناصر العدو على المحال والمخازن التي تضم مواد غذائية، علماً ان اغلب اصحاب المحال ممن يتاجر بالبضائع الثمينة سبق ان نقلها الى مخازن آمنة والى منازلهم للحفاظ عليها من سطو عناصر التنظيم الاجرامي”.
على صعيد آخر، ولمعرفة آخر الأوضاع في الجانب الأيمن عن قرب، قال الصحفي الموصلي احمد الملاح لـ “الصباح الجديد” ان “بعض احياء الجانب الايمن تشهد سقوط منازل على أهلها وعدم إنتشال الجثث، فضلا عن انه لا يوجد أي جهد طبي تجاه المدنيين في منطق سيطرة داعش، أو المناطق المحررة ولا حتى مخيمات النزوح وسط غياب واضح لوزارة الصحة العراقية”.
واضاف ان “أبرز منطقتين تعرضتا للخراب والدمار وسقوط الشهداء هي احياء وادي حجر، النبي شيت، والغزلاني”.
ولفت الملاح الى ان “أعداد النازحين بازدياد إنفجاري بسبب الكثافة السكانية في الجانب الايمن مع انعدام الخدمات في أشباه المخيمات الموجودة جنوبي الموصل، اضافة الى صعوبة وصول الفرق الشبابية والإغاثية لطول الطريق بسبب إنعدام وجود جسر رابط بين الأيمن والأيسر”.
وتابع بالقول “للأسف الشديد هنالك ضعف إعلامي في نقل حجم الكارثة، وتخاذل حكومي واضح جدًا تجاه آلاف النازحين، اضافة الى ان هطول الامطار في الايام القليلة الماضية خلق تحدياً جديداً للأهالي الذين يقطعون عدة كيلومترات مشياً على الأقدام في طرق طينية وصولاً لمخيمات غير مجهزة بابسط قيم العيش البسيط”.
ويرى الملاح ان “حجم التفاعل الشبابي من فرق ومنظمات محلية ضعيف جدًا مقارنة بحجم الكارثة الحاصلة الآن، و المشكلة الأساسية أن الأهالي يخرجون هاربين من مجاعة تحت حكم داعش لتصادفهم مجاعة ثانية في المخيمات”.
وحول الحلول العاجلة التي يمكن الركون اليها للتصدي لما يحصل جنوبي الموصل افاد الملاح بالقول “ينبغي الإسراع بنصب جسر عائم بين جانبي المدينة، لتسهيل حركة تدفق الإغاثة للأيمن، مع ضرورة تكاتف ناشطي وإعلاميي الموصل والعراق لنقل معاناة الأيمن وإيصالها لجميع وسائل الإعلام”.
مبيناً أهمية “دعم مبادرات الشباب الإغاثية وتشجيعها وخلق حالة من التكافل الاجتماعي، مع ممارسة الضغط على الحكومتين المحلية والاتحادية للقيام بالدور المنتظر منهما تجاه مواطنيها وعدم تركهم وحدهم وهم يواجهون اصعب الظروف بعد الخلاص من قبضة تنظيم داعش الارهابي”.
وتشهد مناطق جنوبي الموصل هرب مئات العائلات يومياً من مناطق سيطرة داعش الى القوات العراقية، حيث ارتفعت وتيرة هربهم بعد تراخي قبضة داعش وخسارته لعدد لا بأس به من الاحياء السكنية في الجانب الايمن.