الديمقراطي الكردستاني يدفع بهذا الاتجاه والقوى الأخرى تتحفّظ عليه
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بين مؤيد لها ومتحفظ على موعد وتوقيت اعلانها، تتضارب التصريحات والتصورات لدى الاحزاب والقيادات الكردية، بشأن مسألة الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان، والنتائج والتبعات الداخلية والخارجية التي يمكن ان تخلفها اذا ما تم اتخاذها في المستقبل القريب.
فبينما تتحفظ اغلب القوى السياسية في الاقليم علمانية واسلامية على مسألة الاستقلال، معللة ذلك بالاجماع الاقليمي والدولي على عدم السماح بتقسيم العراق وضرورة بقائه موحداً في الوقت الراهن، يدفع الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني شعب كردستان وقواه السياسية، نحو اللجوء الى خيار الاستفتاء والاستقلال برغم الاجماع الدولي والمحلي على ان الوقت مازال مبكراً ليخطو الكرد نحو الاستقلال.
ايران التي تتهمها الولايات المتحدة ودول الخليج بالسيطرة والهيمنة على القرار السياسي في العراق تراقب عن كثب، الاوضاع والتطورات السياسية في اقليم كردستان، وهي تستعمل سياسة العصا والجزرة و تتعامل بحذر مع التصعيد الاعلامي الذي يمارسه الحزب الديمقراطي الكردستاني بالضد من مصالحها في العراق والاقليم على حد سواء، وهي تسعى للحفاظ على سلامة حدودها الطويلة مع اقليم كردستان تارة بالتهديد بالتعامل بحزم مع أية خروقات امنية عبر اقليم كردستان، وتارة اخرى بمد الجسور وتمتين العلاقة مع القوى السياسية المهمة فيما يعرف بالزون الاخضر أي مناطق نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني وحركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى، حيث كانت قد استقبلت قبل ايام وفداً عن الاتحاد الاسلامي في كردستان بزعامة صلاح الدين بهاء الدين امين عام الحزب.
هادي علي عضو وفد الاتحاد الاسلامي الذي زار ايران الاسبوع المنصرم كشف في تصريح ان الايرانيين قالوا لهم « اذا لم تتحول مسالة استقلال كردستان الى تهديد للجمهورية الاسلامية فاننا سوف نتفهم ذلك».
واوضح علي ان الوفد بحث مع المسؤولين الايرانيين الذين التقاهم مسألة استقلال كردستان، الذين اوضح انهم طالبوا الاقليم بمنح ايران ضمانات بأن مسألة الاستقلال لن تتحول الى تهديد على ايران، عند ذاك يمكن تفهم الامر.
واشار هادي علي الى ان المسؤولين الذين التقاهم وفد الاتحاد الاسلامي اكدوا ضرورة تطبيع الاوضاع في الاقليم وانهاء الخلافات السياسية، بمشاركة جميع القوى من دون تهميش او اقصاء لاحد، واردف لقد قلت صراحة لاحد المسؤولين الايرانيين « اذا لم تلتزم بغداد ببنود الدستور فانه من حق اقليم كردستان اللجوء الى خيارات اخرى وتحديداً الاستقلال» واضاف ان الايرانيين قالوا في معرض ردهم «اذا تمت المسألة بالتفاهم والحوار مع بغداد فانهم سيتفهمون الامر وهم بانتظار تقديم الضمانات لهم بأن استقلال الاقليم لن يتحول الى تهديد لايران.
وكان وفد رفيع المستوى من الاتحاد الاسلامي الذي يحسب على محور تركيا، نظراً لولائه لحركة الاخوان المسلمين، قد زار الجمهورية الاسلامية والتقى هناك بكل من رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس مركز الابحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام على اكبر ولايتي، ومسؤولين آخرين وبحث معهم العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بالحفاظ على وحدة العراق وسلامة اراضيه.
علي اكبر ولايتي قال خلال لقائه بأمين عام الاتحاد الاسلامي صلاح الدين بهاء الدين وفقاً لبيان، «ان واحدة من اهم الديمقراطيات في اوساط الدول العربية والمسلمة توجد في العراق»، مضيفاً «ايران تدافع عن العراق الموحد»، عادًا موضوع تقسيم العراق الى ثلاثة اقسام سني وشيعي وكردي يتعارض مع سياسات العراق حكومة وشعباً.
من جهته قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني ان دور الاكراد في العراق الجديد واضح جداً ويتعين في ظل هذا المناخ الحد من الخلاقات وصولا الى الوفاق، مؤكداً ان الدفاع عن وحدة التراب العراقي رهن بالوحدة والتلاحم.
ولدى استقباله امين عام حزب الاتحاد الاسلامي في كردستان العراق صلاح الدين بهاء الدين اليوم الاربعاء قال لاريجاني ان وحدة العراق وامنه الراسخ يحظى بأهمية بالنسبة الينا ولهذا السبب سعينا دوماً منذ تشكيل الحكومة الجديدة في العراق على ان يتجه العراق صوب حكومة مستقرة وديمقراطية وان يجتاز ازمة «داعش» عبر الحفاظ على تلاحم المسلمين شيعة وسنة.
وعلي صعيد ذي صلة قال سكرتير الحزب الاشتراكي الكردستاني عضو وفد إقليم كردستان في مؤتمر ميونخ للأمن محمد حاج محمود، ان الوفد الكردي ناقش مسألة الاستقلال في اللقاءات التي عُقدت على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ مع مسؤولي أميركا وألمانيا والأمم المتحدة.
حاج محمود اوضح أن بعض المسؤولين كانوا يؤكدون حق الشعب الكردي في إعلان استقلاله، وبعضهم لم يفصحوا عن رأيهم حول المسألة، فيما آخرون يوافقون على استقلال كردستان، منهم، جو ماكين السناتور الأميركي، الذي كان أكثر منا حماساً لإعلان الاستقلال، لافتاً إلى أن المسألة بقيت رهناً بترتيب الوضع الكردي الداخلي.
وأوضح ، عضو وفد الكردي في مؤتمر ميونخ، أن «وفد إقليم كوردستان برئاسة مسعود البارزاني عقد العديد من اللقاءات المهمة، مع نائب رئيس الوزراء نائب رئيس الوزراء الكويتي، ووفد من الكونغرس الأميركي، ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والأمين العام للأمم المتحدة، انتونيو غوتيريس، ونائب الرئيس الأميركي، مايك بينس»
وأشار إلى أن الوفد ناقش مع الوفود مسائل أخرى، كالحرب ضد داعش، وأمن المنطقة، فضلاً عن الملف الإقتصادي في العراق وكردستان.