الديمقراطي يتمسك ببقاء بارزاني في منصب رئيس الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
نفض الاتحاد الوطني الكردستاني الغبار عن كتفه، وتمكن بعد خلافات اوشكت ان تطيح بوحدته من عقد اجتماع مكتبه السياسي، واكد في بيان تلا اجتماعاً عقده بمنزل امينه العام مام جلال بمحافظة السليمانية استعداده لجولة جديدة من الحوارات مع جميع الاطراف الكردستانية من دون استثناء لمعالجة الازمات والاوضاع السياسية الراهنة في الاقليم.
عقد المكتب السياسي اجتماعه بعد انقطاع دام لستة اشهر وسط غياب النائب الثاني للامين العام الدكتور برهم صالح وعضو المكتب السياسي ازاد جندياني الذي قدم استقالته في وقت متأخر من مساء اول امس السبت.
بلاغ صادر عن المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، تسلمت الصباح الجديد نسخة منه افاد ان المكتب السياسي زار باشراف كوسرت رسول علي الرئيس مام جلال، وتم ابلاغه بأن المكتب السياسي سيستمر بعقد اجتماعاته لكي يستمر الاتحاد الوطني الكردستاني في مواصلة نضاله الفاعل على نهج الرئيس مام جلال، وان يستمر كجزء من الحل لمجمل المشكلات، في اجزاء كردستان والبرلمان وحكومة الاقليم والعراق ومسائل الرئاسات والمنطقة، مشيراً الى ان الرئيس مام جلال اعرب عن سروره بهذه الزيارة والاجتماعات ودور الاتحاد الوطني.
واضاف البلاغ: من ثم صادق المكتب السياسي خلال اجتماعه على جملة من المسائل والتي كانت كما يلي:
اولاً: اجراء تغييرات على حصة المناصب الحكومية بالتشاور مع ممثلي الاتحاد في حكومة الاقليم، اضافة الى اجراء تغييرات في المؤسسات التابعة للاتحاد الوطني والمناصب الاخرى في بغداد وأربيل.
ثانياً: وصف المكتب السياسي الاجتماع الاخير لوفد الاتحاد الوطني الكردستاني مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بالايجابي، مؤكداً اهمية مواصلة اجتماعاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير والاطراف الاخرى وفقاً لخارطة الطريق التي اعدها الاتحاد الوطني، بغية التوصل الى معالجة لجميع المشكلات في العراق واقليم كردستان والمسائل الدستورية والقانونية والاقتصادية.
وفي السياق ذاته اكد عضو المكتب السياسي مسؤول مكتب العلاقات سعد بيرة، ان الاجتماع ناقش العديد من المسائل المهمة وقرر تشكيل هيئة لمتابعة والاشراف على التغييرات التي سيجريها الاتحاد داخل الحزب وعلى صعيد فريقه الحكومي، مؤكداً وجود ملاحظات وانتقادات على اداء فريق الاتحاد في حكومة الاقليم، الذي اكد ان اداءهم لم يكن بمستوى الطموح.
في غضون ذلك اعلنت مصدر مطلع على فحوى احدث اجتماع بين وفدا الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني للصباح الجديد، ان الحزب الديمقراطي قدم عدد من المقترحات لمعالجة الازمة السياسية في الاقليم، بضمنها تمسكه ببقاء بارزاني في منصب رئيس الاقليم، وهو ما ترفضه حركة التغيير التي تطالب بتنفيذ مبادرة بارزاني التي تنص على تغيير الرئاسات الثلاث وعدم تجزئتها.
واوضح المصدر ان رئيس حكومة الاقليم نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجرفان بارزاني ابلغ الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني في آخر اجتماع بكل صراحة، ان بارزاني سيبقى في منصبه كرئيس للاقليم وانهم غير مستعيدن للتفاوض على استبداله او تغييره.
ويأتي التغيير الذي طرًا على موقف الحزب الديمقراطي بعد ان كان رئيسه مسعود بارزاني اطلق مبادرة لاحتواء ازمات الاقليم السياسية والاقتصادية، والتي اقترح فيها تغيير رئاسات الاقليم الثلاث واستعداده التخلي عن منصب رئيس الاقليم، معلناً دعمه ومساندته لاي شخص تتفق عليه الاطراف السياسية ليشغل محله كرئيس للاقليم.
وكان عضو المكتب السياسي المسؤول السابق لمكتب الاعلام في الاتحاد ازاد جندياني، قد اعلن في بيان تسلمت الصباح الجديد نسخة منه استقالته من عضوية الاتحاد الوطني، معللاً ذلك بان الحزب حاد عن الاهداف والشعارات والمبادئ التي رفعها وخصوصاً بعد مرض مام جلال. جندياني اضاف في رسالة وجهها الى نائبي الامين العام للاتحاد انه قرر التخلي عن العمل السياسي داخل الاتحاد الوطني على خلفية العديد من المسائل التي اخفق الاتحاد في مواجهتها والتعامل معها كما ينبغي منها تغيير اتجاه ادارة الاتحاد نحو تثبيت الحكم العائلي وتوظيف سياسة الاتحاد التي ابتعدت عن هدفها الرئيس في خدمة الشعب والوطن واتجهت نحو خدمة بعض الصفقات التجارية لقيادات داخل الحزب التي تستغل الحزب لتثبيت هيمنتها على تجارة السكائر والادوية وادخال الايدي العاملة الاجنبية والكمارك والنقاط الحدودية وتجارة النفط.
بدوره وفي معرض تعليقه على رسالة استقالة عضو المكتب السياسي ازاد جندياني، فند سعدي بيرة التهم التي كالها جندياني لحزبه، معرباً عن استغرابه من التوقيت الذي اختاره جندياني لاعلان استقالته من الحزب، وتابع ان الاتحاد غير معصوم من الخطأ الا انه مقارنة ببقية الاطراف السياسية يعد من احرص الاحزاب على مصالح وثروات الشعب، وهو ملتزم بمحاربة الفساد وتحقيق الشفافية حتى على صعيد التنظيم الداخلي.