­

الشتاء الأغرب والأقسى.. و”النينو” ضيفٌ على طقس البلاد

وداد إبراهيم
جاء الشتاء مبكرًا هذا العام، وسط توقعات خبراء الأرصاد بجوٍّ باردٍ قارس، مصحوبٍ بأمطارٍ وعواصف ترابية ورعدية. وازدادت تحذيرات المختصين من اشتداد البرد خلال شهر شباط الجاري، مما قد يضع البلاد أمام أزمة جديدة، تضاف إلى أزمات الكهرباء والوقود، وانتشار الإنفلونزا بين الأطفال والكبار، والتي تتكرر كل شتاء.
وأفاد خبراء الطقس بأن العراق والمناطق المجاورة له في الشرق الأوسط سيشهدون شتاءً غير مسبوق في عام 2025، حيث ستتعرض بعض المناطق لموجات بردٍ قارس، فيما ستواجه مناطق أخرى ارتفاعًا في درجات الحرارة، إلى جانب الجفاف في بعض الأماكن، والسيول والفيضانات المفاجئة في أخرى، نتيجة التقلبات المناخية الحادة في المنطقة.
وشهد الطقس تغيرات ملحوظة، من أبرزها زيادة هطول الأمطار تحت تأثير ظاهرة “النينو”، وهي تذبذب جنوبي يتمثل في سلسلة من أحداث الاحترار على طول خط الاستواء في المحيط الهادئ. ومن المتوقع أن تشهد بعض أجزاء البلاد معدلات أمطار أعلى من المعتاد، ما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات، بدءًا من شح الوقود وانقطاع الكهرباء، وصولًا إلى الأزمات الصحية، مع انتشار الإنفلونزا بين الأطفال وطلبة المدارس والعائلات.
وتقول السيدة جيهان رفعت: “العائلة العراقية اعتادت على استخدام المدفأة النفطية كجزءٍ أساس من مستلزمات الشتاء، خاصة أن الأجهزة الكهربائية لا يمكن تشغيلها إلا عبر التيار الوطني، ما يدفعنا للاعتماد بشكل كبير على الوقود خلال هذا الفصل. إلا أن شراء الوقود مقيدٌ بالبطاقات التي مُنحت لنا في الأعوام السابقة، وبعضها انتهت صلاحيتها، بينما لا تكفي البطاقات الأخرى لتغطية احتياجات الشتاء. وإذا استمر الفصل لفترة أطول من المعتاد، فقد نواجه أزمة وقود حقيقية، علمًا أننا نعيش أزمة كهرباء مستمرة، تتفاقم في الشتاء تحديدًا”.
ويقول علي جمعة “عامل في فرن للصمون”: الكل يعرف أهمية الوقود في الشتاء وأقصد النفط الابيض أمام أزمة الكهرباء، علما أن التيار الكهرباء الذي نتزود به من مولدات الطاقة الكهربائية غير كاف لتشغيل مدفأة كهربائية، لذا يكون الاعتماد لساعات طويلة على المدفأة النفطية والتي أجدها مرغوبة بشكل كبير لدى العائلة العراقية، علما أن في الاسواق أنواع كثيرة ومن مختلف المناشئ العالمية وهذا يعنى أن الاعتماد عليها لن يتراجع بل هي رفيقة الشتاء.
وأشار عدد من الباحثين إلى أن “هناك تغيرًا في درجات الحرارة، حيث تشير بيانات ناسا إلى ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، وحتى في فصل الشتاء، إذ تشهد المناطق الشمالية في العراق موجات بردٍ وتساقطًا للثلوج، لكن قد تحدث أيضًا أيامٌ أكثر دفئًا مما هو متوقع بسبب التغيرات المناخية العالمية.
في المقابل، عبّر خبراء الطقس عن مخاوفهم من الجفاف، مشيرين إلى أنه رغم احتمالية هطول الأمطار، فقد تواجه بعض المناطق فترات جفاف طويلة، مما يشكل خطرًا على الزراعة وإمدادات المياه، ويترك تأثيرات كبيرة على البيئة والقطاع الزراعي.
وكانت وزارة الصحة قد حذرت في وقتٍ سابق من موجات البرد وانتشار الإنفلونزا، داعية المواطنين إلى مراجعة المراكز الصحية وأخذ لقاح الإنفلونزا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة

Close