المرأة والقيادة في رؤية السوداني

الدكتورة الحقوقية ليلى الدليمي

 

إن تحقيق رؤية السوداني فيما يخص تمكين المرأة في القيادة لا يتوقف عند حدود السياسات والخطابات الرسمية، بل يستلزم تطبيقاً فعلياً على أرض الواقع، مدعوماً بإرادة سياسية قوية وآليات تنفيذية واضحة. فتمكين المرأة لا يعني فقط منحها مناصب قيادية، بل يقتضي توفير بيئة تشريعية تحمي حقوقها، إلى جانب سياسات اقتصادية واجتماعية تتيح لها التقدم دون قيود أو معيقات مجتمعية.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والإعلامية في تغيير الصورة النمطية عن المرأة ودورها في القيادة. فالإعلام، بوصفه سلطة مؤثرة، قادر على إعادة تشكيل الوعي المجتمعي حول أهمية مشاركة المرأة في مراكز القرار، بعيداً عن الخطاب التقليدي الذي يحصر دورها في أطر محدودة. كما أن المناهج التعليمية بحاجة إلى تطوير يعزز قيم المساواة ويقدم نماذج قيادية نسوية ناجحة لتحفيز الأجيال القادمة.

على الجانب الآخر، لا بد من الإشارة إلى أن نجاح أي مشروع لتمكين المرأة في العراق مرهون بقدرة المجتمع على تجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على الجميع، رجالاً ونساءً. فاستقرار الدولة ونموها الاقتصادي يسهمان في خلق فرص أكبر للنساء، سواء في القطاع العام أو الخاص، ويمنحهن القدرة على إثبات كفاءتهن في مواقع المسؤولية.

ختاماً، يمكن القول إن رؤية السوداني لتمكين المرأة تمثل خطوة جادة نحو تحقيق توازن حقيقي في المشهد القيادي العراقي، لكنها تحتاج إلى دعم مستمر من مختلف القوى الفاعلة لضمان ترجمتها إلى واقع ملموس. فالمرأة العراقية، التي أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات في مختلف المجالات، تستحق أن تكون شريكاً حقيقياً في صنع القرار، لا استثناءً مشروطاً بظروف سياسية أو اجتماعية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة