بغداد – الصباح الجديد:
مقر عملي في باب المعظم، ونهاية الدوام الرسمي بحدود الثالثة ظهرا، منزلي ليس بعيدا، لكني أحتاج ساعتين للوصول إليه! هذا ما قالته إحدى السيدات، وهي تشعر بالامتعاض الشديد، والألم، جراء ما تعانيه من مشكلة الازدحامات المرورية التي لا ينفع معها حل أبدا. وتضيف تلك السيدة: يوميا يتكرر المنظر، مجموعة كبيرة من الموظفين، ينتظرون سيارات تقلهم الى منازلهم، في أحيان كثيرة، لا تتوفر سيارات كافية لأسباب أجهلها، حيث يبقى كثيرون في الشارع لمدة لا تقل عن نصف ساعة. بالمقابل، تتكدس السيارات على جسر مدينة الطب، والوصول الى شارع حيفا، يستغرق نصف ساعة، مما اضطر في بعض المرات الى السير مسافات طويلة، حتى ينتهي طابور السيارات، لكني كلما ابتعدت، كلما تكدست السيارات، فأضطر الى الركوب والانتظار لوقت طويل، حتى تتحرك السيارة مسافة قصيرة جدا، لتعاود الوقوف مجددا.
مواطن آخر، أضاف: لقد أخبرونا أن الجسور سوف تقضي على الازدحامات، وسوف تجعل من شوارع بغداد سالكة طوال اليوم، لكن ما حدث العكس، فالازدحامات أصبحت لا تطاق، والجسور الجديدة، هي الأخرى تشهد طوابير من السيارات طوال اليوم!
الحكومة من جهتها، حاولت بكل الوسائل حل هذه المشكلة الأزلية، عبر جعل أوقات الدوام في ساعات مختلفة، وشرعت ببناء الجسور والمجسرات، وسعت الى توسيع الشوارع الرئيسة والفرعية، ورئيس مجلس الوزراء، يشرف شخصيا على مشاريع فك الاختناقات المروية، لكن المشكلة لازالت على حالها! لازالت شوارع بغداد تشهد ازدحامات خانقة، خصوصا في وقت الذروة. فهل المشكلة سوف تنتهي بمجرد الانتهاء من كافة مشاريع فك الاختناقات؟ أم حتى انتهت المرحلة الأولى والثانية، فسوف يبقى الحال على ما هو عليه؟
لاشك أن قضاء مدة طويلة في الشارع، يؤثر سلبا على المواطنين من جميع النواحي، الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأسرية، حيث تزداد نفقات الوقود، وأعطال السيارات، كما ان الحالة النفسية للسائقين، تزداد سواءً مع ما يشعرون به من ضغوط أسرية واجتماعية بسبب ازدياد ساعات البقاء خارج المنزل.
الاستيراد العشوائي وغير المقنن للسيارات، وزيادة الاقبال على شرائها مع ارتفاع القدرة الشرائية للكثير من العوائل العراقية، وعدم الاكتفاء بسيارة واحدة، أحد أسباب كثرة السيارات في الشوارع، إضافة لعدم نجاح تجربة النقل العمومي الذي لا يمكنه الصمود أمام الباصات الصغيرة التي يفضلها الكثيرون على حساب السيارات الكبيرة التابعة للدولة. يقول مواطن: باصات الوزارة تحتاج الى وقت طويل حتى تتحرك، لأن السائق ينتظر أن تمتلئ بالكامل، وهذا الأمر صعب في غير أوقات الذروة. لذلك، نتجه الى الباصات الصغيرة، لكونها تتحرك بشكل أسرع، والسائق لا ينتظر حتى تمتلئ سيارته بالركاب في بعض الأحيان.
مواطن من مدينة الحلة، تحدث لنا قائلا: عملي يستوجب حضوري الى بغداد ثلاثة أيام في الأسبوع الأسبوع، المسافة بين الحلة وبغداد 100 كيلو متر، احتاج الى ساعة كاملة للوصول الى طريق اليوسفية السريع، والى أكثر من ساعة للوصول الى مركز المدينة، كل هذا بسبب الازدحامات الكبيرة التي تواجهني داخل بغداد. صحيح أن وجود المجسرات ساهم بتقليل الازدحامات لكن المشكلة لازالت قائمة، ولا أعلم ما هو الحل.
الازدحامات المرورية.. معاناة لا تنتهي وحلول غائبة
التعليقات مغلقة