أنمار مردان
في صدفتِنا الغامضةِ
كنتُ أضعُ رأسِيٌ على نظارتِي لكي أرى
( اششششش )
فَيَدِي ترى لمستكِ
على بُعد شجرةٍ ساقطةٍ من حقيبتكِ ،
لا تنظُري إلى كوكبٍ بنظرةِ خوفٍ ،
فأنتِ ستخعلينَ من السماءِ جلدها وترميها بحجارةٍ من سجيل .
اشششش
فإننا لم نصلْ إلى لحظتِنا
فالطريقُ طويلٌ
وأمامنا
ملائكةٌ يجسدون
وصحاري
وأدعيةُ أمهات
وقميصُ يوسف
وسرقاتُ شعراء
ووطنٌ مشلول
وضياعُ موتٍ في عين عزرائيل
وقمرٌ يتوسلُ إلى الله ليكون نجمًا غامضًا
ومسافات سميكة
وبدايات تصحو لكي تكون حبال مشنقة
ونهايات
اششش
فعمري لا يزالُ قيدَ الترميمِ
فلا تفتحي عينيكِ في صدري حينَ نلتقي
خوفًا من حلم تيبّسَ في أولِ الطريقِ
دعي هذا الحلمَ
يتكاثرُ
يئنُ
يشكو
ولا تزعجي البلاطَ بكعبكِ المُتعالي فوقَ رمالٍ فتيةٍ تقاسمتها للتو
ولا تجلسي على المقعدِ حينَ تتناسلُ أنفاسنا ،
فهناكَ هواءٌ ينمو ،
وفضاءٌ مفتوحٌ ،
وموجاتٌ ناعمةٌ ،
وشهواتٌ عابرةٌ ،
وفيضانٌ يرقصُ ،
ونبضاتٌ مؤجلةٌ ،
وزلزال يخافُ من صوتهِ ،
وقلبٌ تدوسهُ حوافرُ شَعركِ الأسود وأنتِ تنحنينَ ،
وعمرٌ بطولهِ وعرضهِ ترهبهِ ردهةُ إنعاش
في صدفتنا الغامضةِ
نؤثث آمالًا قيدَ الصوابِ ،
صورةٌ فوتوغرافية قديمةٌ
تترجلُ بيننا ،
وتؤنثُ المذكرَ رغمَ فحولتهِ
ولوحاتٌ مفتونةٌ شاعَ في لونِها طعمُ الخمرِ
في صُدفتنا القادمةِ
سأقول لكِ أمرًا
إني
أحبُّ تأريخ ميلادِ شعركِ
وهمسكِ وسعةَ صوتكِ و سماءَ خطوتكِ، وساعتكِ الرمليةَ، وعبثيةَ وجهكِ ،
أحب أشياءً بعيدة جدًا مثل حبل وريدك
وشرايين يدكِ وتفاصيلِ وجهكِ وكل التفاصيل الغربية التي ترتدينها
حتى حينَ ترقصينَ على شهيقي
فأنفضُ رئتي وأدونها في سجلِ الضحايا
وأقطعُ الطريقَ أمام أي زفيرٍ أحمق يحاولُ أن يتلاعبَ أو يتجرأ أو يخرج دون إذنكِ فإما أموت أنا أو تموت القصيدة