المخدرات تعاطي قاتل وتجارة مظلمة وأمل ضعيف

م.م زينب كاظم طالب

في زوايا المدن وبين أروقة الظلام، تُحاك حكايات الموت البطيء، تُروى قصص تدمير النفس والروح، وقصص لأشخاص منهم من سرق مدخرات عائلته ومنهم من سلب جهود أولاده ومنهم من اغتال أحلام آخرين ليستطيع الحصول على ما يريده، بل يتعاظم الأمر أكثر لأشخاص باعوا حتى أعراضهم مقابل هذه السموم، فتعاطي المخدرات ليست مجرد ممارسة غير قانونية، بل هو رحلة نحو الدمار الشخصي والمجتمعي. في هذا المقال، سنغوص في أعماق بسيطة في عالم المخدرات، نستكشف تأثيرها المدمر، وكيف تتحول إلى تجارة مظلمة تدر أرباحًا على حساب الأرواح.
فالمخدرات: هي السم في العسل وهي عبارة عن مواد كيميائية، قد تكون البداية تجربة بريئة، لكنها سرعان ما تتحول إلى وحش يجتاح الجسد والعقل مثل الكوكايين، الهيروين، والماريجوانا، وكلها تحمل في طياتها وعودًا زائفة بالسعادة والنشوة يلجأ اليها البعض دون أن يعلم بأنه يلجأ الى الظلام أما لأنه يريد الهروب من الواقع كملاذٍ،
لكنهم لا يدركون أنهم يغوصون في دوامة لا نهاية لها.أو للتخلص من ضغوط الحياة الضغوط النفسية والاجتماعية فتكون وسيلة لتخفيف الألم وتناسي المشكلات او للبحث عن النشوة فتجرب المخدرات لنشوة مؤقتة، لكنها تأتي بثمنٍ باهظ.
أما عن تأثير المخدرات فهو الدمار الشخصي للصحة الجسدية فمع مرور الوقت يصبح الجسم هامداً ثقيلا وتضعف كافة قدراته الحركية والنفسية فتسلب المخدرات العقل ويدخل في دوامة من الاكتئاب والهلوسة وحتى على صعيد الصلات الاجتماعية فالمتعاطي يكون منبوذا من قبل المجتمع وذلك لإمكانية توقع أي تصرف سلبي منه كونه فاقدا للأدراك الحسي والوعي بالأفعال.
وقد تكمن المشكلة الكبيرة في أن مروجي هذا العالم المظلم يجملون هذه السموم بكونها الوسائل التي تتحقق بها غايات المتعاطين مع العلم بأنها غايات لهم فقط لتحقيق المكاسب المالية غير المحدودة، فتجارة المخدرات ليست مجرد تجارة عادية، بل هي عالم سفلي تديره عصابات منظمة، تستغل الفقراء والمحتاجين لتحقيق أرباح طائلة. زراعة، تصنيع، توزيع، وبيع المخدرات تتحول إلى آلة قاسية تهدد استقرار المجتمعات.
رغم كل ماذكر يبقى هناك أمل ضعيف يتمثل بشعاع النور الذي تطلقه الجهات المعنية والحملات التثقيفية محاطة بالجوانب القانونية التي تتمثل بالحصن ضد الظلام فيجب أن تفرض تشريعات صارمة على مروجي هذه السموم وملاحقة قضائية واسعة وعقوبات تخلو من الرحمة على كل من يتجرأ على المتاجرة بأرواح الأخرين مقابل المكاسب الشخصية كذلك يجب تشديد الرقابة على الجامعات والطلبة وتفعيل التعاون الدولي من خلال الاتفاقيات التي تسهل السيطرة على المنافذ الحدودية والموانئ لغرض الحد من ظاهرة التهريب إضافة الى وجوب الاهتمام بالمراكز المتخصصة لمعالجة المدمنين وفرض الرقابة والتفتيش المستمر عليهم مع ضرورة إعطاء فرصة لمن استطاع التخلص من ظاهرة الإدمان واحتضانه وعدم الاستمرار بالتعامل معه على انه عنصر ضار مجتمعياً.
أخيرا: المخدرات هي حكاية ألم، دمار، وتجارات مظلمة، لكن الأمل يبقى قائمًا بالمعالجة، من خلال القوانين، والدعم المجتمعي. لنحارب هذه الظاهرة معًا، ولنبني مستقبلًا خاليًا من المخدرات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة