اتحاد الكرة.. بين الواقع والطموح

حارث احمد
إخفاقات منتخبنا والنتائج الهزيلة في مختلف البطولات سواء كانت رسمية أو ودية اصبح أمرا طبيعياً ومتوقع الحدوث قبل اي مشاركة بسبب العروض الفقيرة والبائسة والغياب الواضح لشخصية البطل الا أن النتائج القاسية والكارثية التي لحقت بنا في دورة الخليج الأخيرة في الكويت بالنسخة 26، صارت اقرب إلى الفضائح وهي نتيجة طبيعية لمنظومة متهرئة مُهلهلة تعيش صراعات مريرة بين قياداتها .
ان المنافسة على القيادة بلغت أشدها هذا يدعي حقه بالقيادة ويعد الاخر المنافس للمرحلة القادمة بعيد عن هذا الحق حتى وصلت المواجهة في بطولة خليجي 26 الأخيرة .لتتحول إلى صراع شاشات وينشر غسيل خلافاتهم أمام وسائل الإعلام العربية ليصبح الواقع الكروي العراقي مادة إعلامية دسمة لدى الماكنات الصحفية الخليجية التي تنتهز الفرص لتتصدر الترند بمشكلات البيت الكروي العراقي في بطولة ودية ملكية اميرية لاتسمن ولا تغني من جوع أمام التطور الكبير الذي تعيشه منتخبات شرق القارة الصفراء.
ما حصل لمنتخبنا الوطني من إخفاق وتراجع مخيف بالمستوى الفني سببه فشل قيادات الصف الاول بادارة دفة الفريق تنظيمياً ورقابياً وبالرغم من الدعم الحكومي المالي الكبير عجزوا عن تحقيق الأهداف المرجوة منهم بصناعة منتخب مثالي كروي مستقر واثق الخطوات لانشغال البعض في تحقيق مكاسب شخصية على حساب منتخب العراق.وبين هذا وذاك نوكد على ان الفرصة لاتزال بمتناول اليد ولايزال في القوس منزع لتصحيح المسار واعادة لململة الاوراق لكن يتوجب على كل الاطراف ان تكون جادة وحريصة على دراسة السلبيات وقراءة الواقع الجديد بصورة جيدة لان تشخيص الداء يسهل الدواء قبل فوات الأوان.
اعلموا جيدا ان اتحاد كرة القدم هو المعني الأول بالتاهل الى كأس العالم وهذا لاياتي بالكلام والسفرات والاقامة في فنادق السبعة نجوم في هذا الوفد او ذاك بل بالتخطيط والتفكير الوطني والاستعانة بالخبرات وخبراء اللعبة والابتعاد عن الانتهازيين والدخلاء حاملي الحقائب الذين وصلوا في غفلة من الزمن خصوصاً ان تصفيات كأس العالم متواصلة في منافساتها وبلغت حدودها الاخيرة.عليكم الجلوس مع الاسباني كاساس حتى يعي خطورة الموقف وضيق الوقت وعليه ان يتحمل كاملة المسؤولية في التاهل الى مونديال 2026 امام الشعب العراقي شاء ام أبى وابلغوه أن الجمهور الرياضي العراقي بات يتسأل عن سبب استدعاء لاعبين معتزلين وكبار في السن ؟ واين اصبحت كذبة الـتيكي تاكا التي وعد بها منُذ استلامه مهمة تدريب منتخب العراق .
سطور أخيرة.. الاصلاح الرياضي اصبح واجبا وطنياً خاصة بعد تفشي الخلاقات التي باتت جلية امام الجميع وهنا يتطلب من الإعلام الوطني المحب للعراق ان يساند هذا التوجه لان الوقوف على الحياد لم يعد خياراً ولا مجال للوقوف على التل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة