متابعة ــ الصباح الجديد :
تنذر التطوّرات الميدانية المفاجئة التي بدأت الاسبوع الماضي من مدينة حلب السورية الواقعة شمال سوريا، وامتدت إلى حماة في وسطها عقب دخول “هيئة تحرير الشام” برفقة فصائل مسلّحة إلى المدينتين، بواقعٍ جديد في البلاد لاسيما في حلب التي كانت تخضع بالكامل لسيطرة القوات الحكومية السورية منذ أن خسرتها الفصائل المعارضة عام 2016. فيما أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، عن قلق بلاده بشأن التطورات الأخيرة في سوريا،مشيرا الى أن اعتماد الحكومة السورية على دعم روسيا وإيران قد أدى إلى الانهيارات الحاصلة
ورغم أن الجيش السوري أعلن أن انسحابه من حلب كان بغرض التحضير لهجومٍ مضاد، لكن “الهيئة” وحلفاءها تمكنوا بعد السيطرة على حلب من دخول عدد من البلدات في ريف حماة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ما أدى إلى مقتل 327 شخصاً معظمهم من الطرفين المتحاربين علاوة على مدنيين منذ بدء الاشتباكات بين الجانبين يوم الأربعاء الماضي.
وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة الفصائل المسلحة على كل الأحياء بالمدينة حيث كانت تنتشر قوات الجيش، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، امس الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «سيطرت (هيئة تحرير الشام) وفصائل متحالفة معها على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية»، مضيفاً أن المدينة أصبحت لأول مرة خارج سيطرة الحكومة السورية منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وفي السياق، أعرب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، عن قلق بلاده بشأن التطورات الأخيرة في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب، وتجري اتصالات مع عواصم المنطقة خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأشار سافيت، في بيان، إلى أن رفض النظام السوري المستمر للانخراط في العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2254 واعتماده على دعم روسيا وإيران قد أدى إلى الانهيارات الحاصلة في خطوط النظام شمال غرب سوريا.
وأكد المتحدث أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالهجوم الذي تقوده “هيئة تحرير الشام” المصنفة منظمة إرهابية على القوائم الأميركية.
“فرصة استثنائية لتركيا”
وفي السياق، رأى المحلل السياسي السوري غسان إبراهيم أن “ما يحدث حقيقة هو أن الجانب التركي التقط فرصة استثنائية من تغيّر القوى الجيوسياسية في المنطقة، مدركاً أن الإسرائيلي أضعفَ الإيراني في لبنان وفي غزة وأصبحت الميليشيات المحسوبة على إيران ضعيفة جداً، ومعلوم أن من يحيط بحلب وخصوصاً ريفها وخط التماس، هي في أغلبها ميليشيات من حزب الله والحرس الثوري، وغيرها، فبالتالي المخطط التركي تغيّر بدلاً من الهجوم نحو مناطق الأكثرية الكردية، إلى إبعاد الإيراني من تلك المنطقة”.
حلب مهمة للكرملين
أما فيما يتعلق بموقف روسيا التي تدعم الحكومة السورية مما يجري في حلب وحماة، فقد شددت المحللة السياسية الروسية لانا بادفان على أن “حلب من منظور استراتيجي، تُعتبر نقطة محورية في الصراع السوري، كما أنها المركز الأساسي للاقتصاد في البلاد ، وتشكل أهمية خاصة بالنسبة للكرملين في سياق سعيه للحفاظ على وجود الدولة السورية في مواجهة التحديات المتزايدة من الفصائل المسلحة والمعارضة.”
إلا أنها أردفت متسائلة: “مع ذلك، يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن لموسكو أن تضمن عدم تآكل هذه السيطرة بسبب التدخلات الخارجية أو التحالفات المتغيرة في المنطقة؟ و لربما هناك تفاهمات عميقة وغير واضحة لهذه اللحظة، بين مختلف الأطراف ومن بينها موسكو للسعي نحو إنهاء الأزمة السورية”.