بغداد – الصباح الجديد
يستعد العراق لافتتاح ثلاثة مطارات جديدة في مدن محافظات ذي قار ونينوى وكربلاء) خلال العام المقبل، فيما يؤكد مختصون في شؤون الطيران واقتصاديون على أهمية افتتاح مطارات جديدة لعدة جوانب، منها تتعلق بالتنمية الاقتصادية، والتواصل الدولي، وتحسين الخدمات اللوجستية.
ويقول المتحدث باسم وزارة النقل ميثم الصافي، إن “الحكومة عملت على وضع إستراتيجية لإدارة ملف قطاع النقل وخاصة مشروع طريق التنمية الذي سيمر بـ11 محافظة، وإلى جانب هذا المشروع ستكون هناك سلسلة مطارات مرتبطة بهذا المشروع من ضمنها عاملة وفاعلة مثل مطارات البصرة وبغداد والنجف”.
ويضيف الصافي “كما ستلحق بهذا المشروع مطارات أخرى وسيتم الاستفادة منها سواء للمشروع أو للمسافرين والزائرين، أبرزها مطار الناصرية الذي كان متلكئاً لكنه وصل حالياً إلى نسبة إنجاز 71% تقريباً، وبانتظار بعض الأجهزة الخاصة بالملاحة الجوية وقطاع الطيران”.
وعن نسبة إنجاز مطار الموصل الدولي، يوضح أنه “وصل إلى 86% وبانتظار أجهزة خاصة بقطاع الطيران، وسيتم افتتاح مطارات الناصرية والموصل وكربلاء خلال العام 2025 ليكون هناك ثلاثة مطارات مضافة إلى المطارات الفاعلة والعاملة وهي بغداد والنجف والبصرة”.
وفيما يخص أهمية المطارات، يبين الصافي، أن “الناصرية معزولة عن العالم كنافذة ربط سواء حدودية أو جوية، لكن المطار سيربطها بالعالم بشكل مباشر، كما سيساهم المطار من خلال موقعها المتوسط بين المحافظات الجنوبية والوسطى في الشحن الجوي وغيرها من الإجراءات الخاصة بالطيران”.
ويؤكد المتحدث باسم وزارة النقل، أن “المطارات الثلاثة ستكون ضمن المواصفات العالمية وبتكنولوجيا متطورة تنسجم مع التطور الحاصل في العالم”.
وعن الأسطول الجوي العراقي، يقول الصافي، إن “الخطوط الجوية العراقية لديها نحو 39 طائرة، وكانت هناك 24 طائرة عاطلة لكن تم إعادة 13 طائرة عاطلة، وحتى نهاية هذا العام سيتم إعادة طائرتين ليصبح العدد الكلي للطائرات التي تم إرجاعها 15 طائرة، والعام المقبل سيتم إعادة 5 طائرات، لكن هناك 4 طائرات خارج الجدوى الاقتصادية وأغلق ملفها بالكامل”.
أما فيما يخص الطائرات المستوردة، فقد “تم استلام 13 طائرة من شركة إيرباص 5، ومن شركة بوينغ طائرتين دريم لاينر، و6 طائرات ماكس، وحتى العام 2027 سيكون هناك استلام للطائرات كافة بمجموع 31 طائرة حديثة تضاف إلى الأسطول العراقي”.
وتبرز أهمية المطارات على أنها واجهة حضارية للبلاد وللمدينة، والجدوى من افتتاح المطارات تعتمد على عوامل أساسية عدة منها اقتصادية واجتماعية، بحسب المتخصص في شؤون الطيران، فارس الجواري.
ويوضح الجواري أن “العامل الاقتصادي يبرز بأهمية المدينة كونها اقتصادية أو ذات جذب سياحي بمختلف أنواعه، أما العامل الاجتماعي فهو يخص راحة المسافر، خاصة عندما تتوسع المدينة ويرتفع عدد نفوسها لذلك تكون هناك حاجة إلى المطار”.
وعن تطابق هذين العاملين مع الوضع في العراق، يبين الجواري، أن “العراق مقبل على زيادة سكانية وتقابلها الحاجة إلى فتح مطارات في المحافظات هذا من الناحية الاجتماعية، أما من الناحية الاقتصادية، فهناك تطور اقتصادي ملاحظ في أغلب المدن العراقية نتيجة تغير الوضع المادي للسكان، لذلك العوامل متوفرة لإنشاء مطارات جديدة، فضلاً عن أن الطيران يعتبر وسيلة النقل الأكثر أماناً من البري والنهري”.
من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي، مصطفى فرج، أن “افتتاح مطارات جديدة في العراق يحمل أهمية كبيرة من عدة جوانب، تتعلق بالتنمية الاقتصادية، والتواصل الدولي، وتحسين الخدمات اللوجستية”.
ويضيف فرج أن “إنشاء وتشغيل المطارات يؤدي إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالات متعددة مثل البناء، والخدمات اللوجستية، والتجارة، وسوف تساهم المطارات الجديدة بتعزيز السياحة من خلال تسهيل وصول السياح إلى مختلف المناطق العراقية، مما يساهم في تطوير قطاع السياحة وزيادة الإيرادات، كما توفر المطارات وسائل نقل أسرع وأكثر كفاءة للبضائع الحساسة للوقت، مثل الأدوية والمنتجات الطازجة”.
ويؤكد فرج في نهاية حديثه، أن “الاستثمار في المطارات والبنية التحتية المرتبطة بها يُعد خطوة إستراتيجية لتطوير العراق اقتصادياً واجتماعياً، ويؤدي إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز دور العراق على الساحة الدولية”.