بابل-عادل محمد:
كشفت الأكاديمية المعمارية في جامعة بابل في هندسة العمارة الدكتورة أميرة جليل احمد، عن إن مدينة الحلة شهدت في العقود الأخيرة ارتفاعاً ملحوظا في ظاهرة العنف الحضري أو ما يسمى بـ (عنف التحضر) بحيث جعل سكانها يشعرون بعدم الأمان، مما دفعها ذلك الى التحقيق في هذه الظاهرة من خلال دراسة أعدتها بهذا الشأن لمعرفة كيفية ارتباطها بالتنظيم المكاني للبيئة الحضرية في المدينة. موضحة أن المقصود بالعنف الحضري هو كل ما يضر بصحة الإنسان (البدنية والعقلية) سيما وإن أحد أهم هموم المجتمع هو الأمان في البيئة الحضرية، ولكن عندما يغيب (الأمان) يزدهر عنف التحضر، مبينة أن مشروعها البحثي الموسوم (ظاهرة العنف الحضري في مدينة الحلة) جاء بهدف تحديد العلاقة بين خصائص التنظيم المكاني والأمان في البيئة الحضرية، وإمكانية تطوير حلول للتصميم الحضري لتحقيق الأمان في المدينة. موضحة أنها اعتمدت منهجية تحليلية لدراسة مشكلة البحث وتقييمها من خلال جمع البيانات من مصادر أمنية موثوقة، ووسائل إعلام رسمية، واستطلاعات رأي عبر الإنترنت لعامة الناس فضلاً عن استخدام الطريقة الحسابية التي يطلق عليها بنية الفضاء). مشيرة الى أن الدراسة تعد محاولة إنتاج معرفة شاملة عن كيفية مساهمة خصائص التنظيم المكاني في ارتفاع عنف التحضر في المدينة، اذ تم اختيار (عشرة) أحياء سكنية، وبناءً على نتائج الدراسة أظهرت أن (مركز المدينة) هو المكان الذي تنتشر فيه جميع أشكال العنف الحضري، وأشارت النتائج أيضا إلى وجود علاقة بين العنف الحضري والخصائص التركيبية للتنظيم المكاني، كما أظهرت أن الاتصال هو الأكثر تأثيرًا من بين هذه الخصائص ويرتبط بشكل إيجابي بالعنف الحضري. لافتة الى أن هنالك ثلاثة أنماط رئيسة من العنف الحضري ، الأول يرتبط بالتحديات المباشرة للبشر (معدلات الجريمة) ضد حياة الإنسان متمثلة بسرقة المركبات الآلية والسرقة من سيارة وسرقات أخرى السطو المسلح وإطلاق النار غير القانوني من مسدس ، والثاني عنف حضري مرتبط بالتحديات المباشرة للحكم مثل الدعارة أو الاستخدام القابل للسداد للخدمات والإضرار المتعمد بالممتلكات أو تدميرها وشرب الكحول في الأماكن العامة أو ظهور شبح هناك أثناء السكر ، فضلا عن عنف ضد الحرية الجنسية والحصانة البشرية متمثلا بالشغب على نطاق صغير والشغب من قبل الجانحين الأحداث ، في حين يتمثل النمط الثالث بالعنف الحضري المرتبط بالضغوط البيئية ضد صحة الإنسان وإتلاف الشوارع ومبانيها ومنشآتها.