بغداد – الصباح الجديد:
تطورات كبيرة شهدتها المناهج الدراسية في السنين الأخيرة، حيث تغيرت تلك المناهج عن مناهج الزمن السابق بنسبة 100%، فبالكاد نجد موضوعا أو موضوعين يشبهان ما كان يدرس للطلاب أو التلاميذ سابقا. وتلك التغييرات شملت أغلب المواد الدراسية وحتى جميعها، فمثلا مادة اللغة العربية، تم دمج كل من المطالعة والنصوص والقواعد في كتاب واحد، فصار المنهج عبارة عن كتاب واحد اسمه ” اللغة العربية” يتكون من جزأين، يتضمن قواعد النحو والتعبير والانشاء. وهو أمر جيد، ويساعد الطلبة كثيرا على تجاوز المشكلة المزمنة وهي القواعد، حيث تم دمجها مع الأدب والمطالعة والنصوص، وصار الطالب، يتناول موضوعا معينا، عبر مجموعة دلالات منها تاريخية وتربوية وأدبية وبلاغية ونحوية. موضوع اللغة الإنكليزية للتلاميذ، حيث أنه في السابق كان درس اللغة الإنكليزية يبدأ من صف الخامس الابتدائي، أما اليوم، فالأمر اختلف كثيرا، إذ أن التلميذ أول ما يبدأ يتعلم الكتابة، يجد أمامه اللغة الإنكليزية، يتعلمها جنبا الى جنب مع اللغة العربية، وهو أمر سوف يترك آثارا تعليمية مهمة على المستوى البعيد، إذ أن الطالب حين يصل الى مرحلة متقدمة في دراسته، يعني انه امتلك خزينا لا بأس به من مفردات اللغة، وقواعدها، مما يسهل عليه مهمة تعلم تلك اللغة مستقبلا.
أم عباس، موظفة حكومية، قالت لنا: إن المناهج تطورت بشكل لافت في السنين الأخيرة، وبصراحة، أصبحت أكثر صعوبة من السابقة، لذلك أنا أنفق جل وقتي في مراجعة دروس أولادي الثلاثة، وهم في المرحلة الابتدائية، إذ لابد من تعليمهم مادة الرياضيات والإنكليزي واللغة العربية، وهي كلها مواد تختلف عما كنا نأخذه في السابق.
وتضيف أم عباس: مقابل اختلاف المناهج الدراسية عن السابق، ينبغي أن تختلف معها مناهج الدراسة الجامعية، فمن غير الممكن أن يدرس الطالب الجامعي مفردات قديمة، لم تعد تواكب التطور الحاصل في التعليم، إذ أن التلاميذ اليوم، بحاجة الى معلمين ومعلمات، يمكنهم أن يقوموا بأدوارهم بالشكل الأمثل.
” منى عامر” وهي ولية أمر تلميذ، صادفتنا خارجة من إحدى المدارس، فقالت لنا: إن التطور في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار مقاطع اليوتيوب التي تشرح الدروس لمختلف المراحل الدراسية، ساهم بتسهيل مهمة أولياء الأمور، وكذلك الطلبة والتلاميذ، حيث يجد الطالب أو التلميذ شرحا وافيا للموضوع الذي يحتاجه، بمجرد أن يدخل على صفحة اليوتيوب، وهو أمر يسهل على الطلاب وعلى أولياء الأمور وعلى المدرس إيصال المعلومة لطلابه. لذلك، نجد أن الوسائل التعليمية، تطورت هي الأخرى، مما يساعد على إيجاد مستويات مختلفة للتلاميذ والطلاب، لنتمكن من الارتقاء بالمستوى التعليمي.