وداد ابراهيم
تشهد بغداد والمحافظات في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للمبادرات التطوعية، التي أخذت مكانتها وأهميتها في إحياء جوانب متعددة من الحياة. وتُعد هذه المبادرات دليلًا واضحًا على وعي الناس وحرصهم على مدينتهم، إذ تعكس رغبة قوية لدى البعض في استعادة بغداد والمحافظات لبريقها وجمالها وصحتها.
بدأت هذه المبادرات تحظى باهتمام وتشجيع كبير من مختلف شرائح المجتمع، وانضم إليها العديد من طلبة الجامعات والشباب والمتطوعين. وقد حصدت هذه المبادرات متابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، ونالت إعجاب الكثيرين بفضل تأثيرها الإيجابي على المدينة والبيئة. فالعمل التطوعي والمبادرات غالبًا ما ترتبط بحب الوطن والحفاظ على جماله.
من أبرز هذه المبادرات، حملات التشجير وإعادة التدوير ومشاريع الطاقة المتجددة. وقد حققت هذه المبادرات صدى كبيرًا، خصوصًا فيما يتعلق بحملات التشجير، التي تبنتها تجمعات زراعية ومهتمون بالزراعة والتشجير، بالإضافة إلى منظمات مجتمع مدني ومتطوعين. كما ساهم في هذه الحملات أشخاص لديهم اهتمام كبير بالبيئة، واتخذت هذه الحملات أسماء مختلفة مثل “حملة تشجير” و “من الصحراء إلى الخضراء”.”
شهدت ضفاف دجلة أيضًا حملة تنظيف كبرى، بدأت بمشاركة مجموعة صغيرة من الشباب عشاق بغداد وضفاف دجلتها، وازداد عدد المتطوعين حتى وصل إلى مئات من النشطاء والمنظمات وكان الهدف من هذه الحملة إعادة ضفاف دجلة إلى جمالها ونظافتها.
ويسهم تطوع الشباب بشكل كبير في تحويل المجتمعات من خلال التصدي للتحديات على مستوى القاعدة الشعبية. وهو ما يوفر فرصة للشباب للعب دور حيوي في قيادة التغيير الاجتماعي والبيئي، والمشاركة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة والسلام.
ورغم النجاحات التي تحققها هذه الحملات، إلا أن استمرارها يعتمد على دعم مؤسسات الدولة من وزارة البيئة والصحة وامانة بغداد ووزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة، فالتعاون بين المتطوعين والوزارات ذات الصلة، مثل وزارة الزراعة، يمكن أن يضمن استمرارية الحملات ويعزز من تأثيرها. إذ من المهم أن تواصل وزارة الزراعة، على سبيل المثال، حملات التشجير في جميع المواسم، وتستمر أمانة بغداد في تنظيف ضفاف دجلة بشكل يومي، مع تحذير المؤسسات الواقعة على ضفاف النهر من رمي النفايات والمخلفات.
وداد إبراهيم