بغداد – طالب كريم:
بات واضحاً لدى الدّوائر العلميّة والأكاديمية، ولدى الغالبيّة من النّاس، أنّ النَّصّ الشِّفاهي، أو بالأحرى الثقافة الشعبية بكل أشكالها وأجناسها، لم تتمكّن من الحصول على التأييد والتّسليم برُوقِيِّها أو تنتزع الاعتراف برفعتِها، على الرغم من كونها الأكثر قرباً من قلوب الناس وملامسة مشاعرهم وإطلاق خيالاتهم؛ بسبب بساطتها وتلقائيتها من ناحية الفنون والصناعات بأشكالها المختلفة، وشفاهيّتها وبساطتها وصدقها أيضاً من جهة الأدب شعراً ونثراً. ويخيل لكثيرين أيضا أنها ثقافة العامّة والطبقات الكادحة على وجه التحديد وليست ثقافة كلّ الشَّعب أو عمومه، لاسيما النّخبة والطّبقات ” الرفيعة ” فثمة كثيرٌ حتى من الدّارسين، يُصنّفونها ( شعراً وحكاياتٍ وغناءً ورقصاً وموسيقى وتشكيلاً وصناعاتٍ يدويًةً ) ضمن الفطريّ أو البدائيّ ، وأدبها ( شعراً ونثراً ) يُصنّف ضمن الثّقافة الشّفويّة أو الشفاهية . وهذا الشفاهي أو ( الشّفاهيّة ) هو من النصوص غير المُعتبرة أو غير المُعتبرة أو غير المُعبرة أو البسيطة والبدائيّة وبحسب مايرون. وضمن مبادرة السيد رئيس الوزراء لدعم الكتاب صدر حديثاً عن سلسلة ” تراث ” التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة وزارة الثقافة والسياحة والآثار للكاتب والباحث علي أبو عراق كتابه الجديد الموسوم ” الغَرانيقُ تُهاجرُ جنوباً — الأهوارُ موروثٌ لا ينضب ” ومن مقدمة الكتاب نقتطف ” لها في تدريس الموروث الشّفاهي فائدة كبيرة في المحافظة على ذاكرة الشعوب وربط الماضي بالحاضر؛ لِما لهذه الموروثات من قيمة تراثّية واجتماعية وأخلاقيّة، وما تتضّمن من حِكَم ومواعظ وخبراتٍ حياتيةٍ وتجاربَ واقعيةٍ. يقع الكتاب بـ “208 ” صفحة من القطع المتوسط. طبع هذا الكتاب ضمن مبادرة السيد رئيس الوزراء لدعم الكتاب.