وصفت الوضع الحالي للبلاد بإنذار سيء للاقتصاد العالمي
الصباح الجديد – متابعة:
رسم موقع «بلومبرغ» الأمريكي امس السبت، صورة قاتمة للمشهد السياسي المقبل في البلاد، وفيما احتمل ان تشهد شوارعها حمام وعودة التظاهرات الى تلك الشوارع، رجح ان تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين «خطراً مزدوجاً» باحتمال خسارة إمدادات النفط العراقي في السوق العالمي.
واعتبر الموقع الأمريكي في تقرير تابعته الصباح الجديد، ان العالم عليه الاستعداد لمواجهة التداعيات الاقتصادية والامنية، لما يجري في العراق الذي يواجه صيفاً من السخط، بعدما سحب الزعيم الصدري مقتدى الصدر نوابه من البرلمان.
ورجح التقرير ان تكون نتيجة انسحاب الصدر من العملية السياسية، عودة التظاهرات الاحتجاجية العنيفة التي ضربت البلد في اواخر العام 2019 واوائل العام 2020.
دماء في الشوارع
واشار الى ان المتظاهرين الصدريين اكثر غضباً بعدما اصيب الصدر بالاحباط لفشله في تشكيل ائتلاف حكومي، حيث سيشعر الصدر وأنصاره ان العملية السياسية خذلتهم، ما يجعل من الساحات العامة، منصة وحيدة لكي يظهروا قوتهم.
وبعدما لفت التقرير الى ان الصدريين ما زالوا يحملون السلاح، اعتبر ان العراقيين يواجهون بشرى قاتمة تتمثل في احتمال سفك الدماء في شوارعهم.
الا انه اشار ايضاً الى ان هذا الوضع العراقي هو إنذار سيء بالنسبة الى الاقتصاد العالمي، إذ في وقت ترتفع فيه أسعار النفط، فإن آخر ما يحتاجه المرء هو عدم الاستقرار الطويل في ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، مذكراً بان السوق العالمية تعاني أيضا من نقص في المعروض من دولة عربية اخرى منتجة للنفط هي ليبيا التي مزقتها الفوضى السياسية.
وتابع التقرير؛ أن بإمكان مشتري النفط ان يأملوا بان يتمكن الكاظمي من ان يؤمن البنية التحتية للنفط وان يحافظ على عمل خطوط الإمداد في حال اندلاع اقتتال طائفي في محافظات العراق الجنوبية التي تحتوي على غالبية احتياطيات البلد من النفط.
النفط العراقي
ولهذا، اعتبر التقرير أن إدارة بايدن تواجه «خطراً مزدوجاً»، حيث انه من الواضح ان اي خسارة في الإمدادات العراقية، ستعرقل جهود تهدئة سوق النفط الخام وتخفيض أسعار البنزين في المحطات عشية انتخابات التجديد النصفي في الخريف المقبل.
واضاف التقرير انه «لا يقل اهمية عن ذلك، ان انسحاب الصدر يقوي إيران في لحظة جيوسياسية حساسة حيث يسعى بايدن في الوقت نفسه الى التفاوض على اتفاق نووي و طمأنة جيرانها العرب بأنه ليس لديهم ما يخشونه».
وفي اشارة الى استفادة إيران من التطورات التي حصلت في العراق، اوضح التقرير انه وفق القانون العراقي، فان المقاعد البرلمانية التي تخلى عنها الصدر، آلت الى المرشحين الذين حصلوا على ثاني أكبر عدد من الأصوات، وفي معظم الحالات، كان هؤلاء هم من احزاب مدعومة من ايران، مضيفا ان الإطار التنسيقي هو الان في أقوى موقع يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية.
التقرير أشار أيضا الى أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق اسابيع او شهور، لكن الاحزاب غير الشيعية، ليست متحمسة ازاء الاطار التنسيقي مثلما كان حماسها إزاء التيار الصدري.