متابعة الصباح الجديد:
في أول معرض شخصي له بمصر وثاني زيارة فنية بعد مشاركته ببينالي القاهرة الدولي الثالث عشر 2019، يحتفي الفنان العراقي محمود العبيدي بافتتاح معرضه الجديد «مفارقة» وذلك يوم 5 ديسمبر/كانون الأول بحضور لفيف من الفنانين والنقاد، ويستمر العرض حتى 10 يناير/كانون الثاني.
كتب عنه الفنان العراقي الكبير ضياء العزاوي «ما يلفت الانتباه في عمل محمود العبيدي هو التغييرات في مجالات اهتمامه على مدى السنوات الأخيرة، كان يدرس ويغير منهجه، بينما يتناول موضوعات مختلفة ويستخدم مجموعة واسعة من التقنيات».
واضاف «إنه يسعى إلى التمرد على نفسه حتى يتمكن من التكيف مع مخاوفه وعدم اليقين العميق فيما يتعلق بفائدة تطوير أسلوبه واكتشاف الأشكال التي تميز تفرده. بما أن الهدف المقصود هو البحث والتشكيك في الأفكار، فإن الارتباط بين الأحداث اليومية والتاريخ الشخصي ذي الصلة يستلزم استكشاف تلك العلاقة غير المباشرة. يحول هذا النهج كل حدث إلى رمز في الذاكرة الجماعية للمجتمع، وهو حدث يفترض قواعد مختلفة وفقًا لكل حقبة.
وتابع «تشكل الموضوعات المترابطة التي قدمها العبيدي موضوعًا يبرز بشكل عاجل النقاش السياسي، ويتناول فكرة الالتزام بقضية، بعيدًا عن التفسيرات والتصورات المختلفة، مما يجعله يتحمل عبء مثل هذا الموقف. هذا نوع من القراءة بين السطور، عن مكان الذكريات البعيدة وبقايا بغداد الخاصة به، ورائحتها، وحزنها رداً على التجاوزات التي يرتكبها البلطجية والجهلاء الذين ما زالوا يتبنون مبادئ عفا عليها الزمن لعشائر المرتزقة المسلحين، والعراق ضحية انفجارات محاصر بين هوس الانتحاريين المتطرفين والفخر المرعب بالتخلي عن الوطن. يخبرني بين الحين والآخر أنني أريد العودة ومع ذلك ، إلى أين؟ إلى فضاء يسمى الوطن إلى أرغفة الخبز الصباحية بالقرب من نهر دجلة.»
ويضيف «يحرص العبيدي على ربط قيمة العمل الفني بعمق التعبير الملموس ومصداقية موقفه الفني، هذه الواقعية في الأدوات المستخدمة هي إحدى طرقه لتحليل موقفه. وبناءً على ذلك، يمكن إقامة صلة بين المكونات الجمالية وسياسته، وبالتالي توثيق العلاقة مع المجتمع الذي ينتمي إليه، وفي نفس الوقت توصل إلى تسوية مستحيلة مع أي خلافات تثيرها تفسيرات المثقفين المدافعين عن الاحتلال».
ويضيف «قد يتساءل البعض عن الصراحة في التعبير عن استيائه من الدمار المادي والاجتماعي الذي حل ببلده باسم الديمقراطية. لا يمكن نسيان وقاحة هؤلاء المنحرفين الذين يروجون لمثل هذه الادعاءات. يُقسم العبيدي بصوت عالٍ من خلال مؤلفاته النحتية والتصويرية التي لا تحتاج إلى الكثير من التأويل، ويحاول في نفس الوقت إدانة هؤلاء المشجعين للاحتلال بين المثقفين العراقيين والعرب. من خلال ما يرونه من أعمال إجرامية مختلفة، يجعلهم يشعرون بالخجل لأنهم اُستُغلوا بغطرسة من قبل قوى معادية لتطلعات مجتمعاتهم، كل عمل من أعماله الفنية المختلفة له رسالته الخاصة ويخلق جوًا بصريًا معينًا تحيي من خلاله جميع الأعمال الذاكرة الجماعية من حيث فهم ما حدث وعواقبه المدمرة .. حضور لا يمكن إنكاره ومسار يقود المشاهد إلى التأمل في قيم الفوضى التي خلفها المحتلون، لأن الخسارة هي تمامًا مثل الخيانة.. لا يتم تقسيمها إلى أجزاء.»
محمود العبيدي مواليد بغداد 1966 فنان عراقي كندي عرضت أعماله في المتاحف وصالات العرض حول العالم. بعد خروجه من العراق عام 1991، حصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة جويلف في كندا.
وحصل على دبلومات في الإعلام الجديد والسينما من تورنتو ولوس أنجلوس على التوالي، تم عرض أعماله على نطاق واسع، بما في ذلك متحف الموما ـ PS1 نيويورك ـ المتحف البريطاني – لندن، بينالي البندقية، المتحف العربي للفن الحديث – الدوحة، معرض ساتشي – لندن، المتحف الوطني للبحرين، متحف معهد العالم العربي – باريس، المعرض الوطني للفنون الجميلة – عمان، متحف المحطة للفن المعاصر – تكساس، ومتحف الفن المعاصر في باي – سانت بول – كيبيك، بينالي القاهرة الدولي – مصر2019.
تعد أعماله جزءًا من المجموعة الدائمة لعدد من المتاحف والمؤسسات والمجموعات الخاصة المهمة، نظّم أكثر من 40 عرضًا في أماكن مختلفة حول العالم.