سحب أنظمة دفاع من منطقة الشرق الأوسط
الصباح الجديد ـ متابعة :
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن إدارة الرئيس جو بايدن، تقوم بسحب “قوات وقدرات معينة”، معظمها أنظمة دفاع جوي من الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكنولتي، في بيان وزع على الصحافة، “إن وزير الدفاع أمر قائد القيادة المركزية الأميركية بسحب بعض القوات والقدرات من المنطقة هذا الصيف، خصوصاً بعض أصول الدفاع الجوي”. وأضافت أن القرار “اتخذ بالتنسيق الوثيق مع الدول المضيفة وبرؤية واضحة بما يمكننا من الحفاظ على قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا الأمنية”.
وقالت إن “الأمر يتعلق بالحفاظ على بعض الأصول ذات الطلب المرتفع والكثافة المنخفضة، بحيث تكون جاهزة للمتطلبات المستقبلية في حالة الطوارئ”، مشيرة إلى أن الوزارة “لن تقدم تفاصيل محددة احتراماً للشركاء المعنيين والأمن التشغيلي وعدم الكشف عن المواقع أو التحركات أو الجداول الزمنية”. وسرعان ما انتقد الجمهوريون هذه الخطوة، حيث شبه السيناتور الجمهوري تيد كروز في تغريدة على “تويتر”، بايدن، برئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، قبيل الحرب العالمية الثانية، عبر تقديم المزيد من التنازلات، بعد تخليها عن خط أنابيب الغاز في ألمانيا لمصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف سحب منظومة الصواريخ الدفاعية بأنها “تسهل غزو إيران للمنطقة”. لكن البنتاغون أصر على أن لديه “التزاماً دائماً” تجاه الشرق الأوسط رغم سحب تلك المعدات. وقالت ماكنولتي: “إن التزامنا الدائم في المنطقة واضح جداً من النطاق المذهل لأنشطة الشراكة والاستشارات الدفاعية الوثيقة التي نجريها، وحتى بصمتنا البرية والجوية والبحرية الكبيرة المتبقية”. وأضافت: “إن وجود بعض الأصول والقوات هو عامل واحد فقط في علاقتنا، حيث إننا نحتفظ بعشرات الآلاف من القوات في الشرق الأوسط، تمثل بعضاً من أكثر قدراتنا الجوية والبحرية تقدماً، لدعم المصالح الوطنية للولايات المتحدة وشراكاتنا الإقليمية”.
صحيفة “وول ستريت جورنال” كانت كشفت في تقرير لها ، أن البنتاغون قرر سحب ثماني بطاريات “باتريوت” المضادة للصواريخ من دول، من بينها العراق والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية، وكذلك مئات من القوات الأميركية الذين يقومون بتشغيل ودعم هذه الأنظمة.
ووفقاً للصحيفة، سيتم أيضاً تقليص عدد الأسراب المقاتلة المخصصة للمنطقة. غير أن ماكنولتي قالت إن بعض الأصول ستتم إعادتها إلى الولايات المتحدة من أجل “الصيانة والإصلاح التي تشتد الحاجة إليها”، بينما سيتم إعادة نشر البعض الآخر في المناطق الأخرى. وأضافت: “نحافظ على وضع قوي للقوة في المنطقة يتناسب مع التهديد، ونشعر بالارتياح لأن هذه التغييرات لا تؤثر سلباً على مصالح أمننا القومي”.
وأكدت على “الاحتفاظ بالمرونة للتدفق السريع للقوات مرة أخرى إلى الشرق الأوسط حسب ما تقتضيه الظروف”. ويأتي قرار سحب تلك المعدات والقدرات القتالية والدفاعية من المنطقة، قبل إنجاز البنتاغون المراجعة التي يجريها لانتشار القوات الأميركية على المسرح العالمي، بهدف التركيز على المنافسة مع الصين وروسيا، بالتزامن مع قرب انتهاء سحب القوات الأميركية من أفغانستان تنفيذاً لتوجيهات إدارة بايدن.
كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد حشدت أصولاً عسكرية في المنطقة خلال ما سمته حملة الضغط القصوى ضد إيران، بما فيها دفاعات صاروخية بعد الهجوم الذي شنته مسيرات إيرانية على حقول نفط تابعة لشركة “أرامكو” عام 2019. كما نشرت الولايات المتحدة أنظمة “باتريوت” في العراق في أعقاب الضربة الصاروخية الإيرانية على قاعدة تضم القوات الأميركية رداً على الغارة الأميركية بطائرة من دون طيار التي قتلت قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني.