احلام يوسف
يقول ابن خلدون “ان يكرهك الناس لصراحتك خير من ان يحبوك لنفاقك” لكن ونحن في زمن صار النفاق ميزة بالنسبة للبعض لا بل ويتباهون بها وكأنهم يقولون لمن لا ينافق ابق على حالك وانا ساختار الطريق الذي يوصلني الى مبتغاي!
هل يمكن ان نطلق على الازمان صفات معينة؟ زمن الطيبة وزمن النفاق وزمن العباقرة وزمن المعجزات؟
حسن الجبوري الباحث بعلم الاجتماع يجد ان اطلاق اي صفة على زمن معين ما هي الا كشف تجارب هذا الشخص او ذاك، وما صادفه من اشخاص واحداث وقال: ” كل يصف الامر على هواه ووفق ما يضمر داخله، فالطيب ينظر الى الأشياء وحتى الزمن نظرة طيبة، والعكس يصح مع السيْ، حين يسبغ سوءاته على ما يحيط به، والحال نفسه ينطبق على امر اسباغ صفة على زمن معين، فمن يصادف اشخاصا طيبين يقول انه زمن الطيبة لكن هل زمن الطيبة هذا خال من الاشرار؟ اطلاقا”.
وتابع: “اليوم يسمونه زمن النفاق وان من يريد العيش بكرامة عليه ان ينافق هذا وذاك، اليس النفاق ذلة بصورة معينة، فكيف لي ان احافظ على كرامتي باذلال نفسي! من يطلق عليه هذه الصفة يبتغي التبرير لنفسه لصفاته المذمومة، وادعائه انها لا يملك هذه الصفات لكنه يجاري الزمن. كل زمن حتى وقتنا الحالي برغم كل الفوضى والتشويش والصخب الذي صار سمة له، فيه اشخاص اقرب الى ملائكة الله الصالحين وكثر وجودهم ليس نادر، علينا ان نحسن من تفكيرنا واخلاقياتنا وان نعاشر الانقياء ونختار الرفيق الصحيح، عندها سنجد انه زمن طيبة بشكل مغاير”.
عماد الطائي احد الشباب الواعي والناشط المدني ايد وجهة نظر الجبوري وقال: “انا ضد اطلاق اي صفة على اي زمن، اليوم نحن نعيش في وقت صعب لكن من زوايا كثيرة نجد انه وقت جميل لمن يعرف كيف يستثمر كل النعم الالهية والبشرة المتمثلة بالتكنلوجيا وتسهيلها لامور كثيرة في حياتنا، انه زمن التكنلوجيا والذكاء الصناعي اما من يجده زمن نفاق وان المنافق وحده يعرف كيف يعيش فهذا منافق بطبعه، ويريد ان يقول انه ليس لوحده بل كل من حوله منافقين وبالتالي فهو ليس نشازا او شريرا بل ذكي كما يظن الكثير منهم”.