من منا لايتذكر ذلك الفيلم المهم والكبير( شيء من الخوف ) والذي يعد واحدا من افضل الأفلام التي أنتجتها السينما العربية على مدى عمرها الطويل، الفيلم من أخرج حسين كمال ، سيناريو صبري عزت ، عن قصة للكاتب الكبير ثروت أباظة ، وكتب الحوار له عبد الرحمن الأبنودي ، بطولة محمود مرسي ، شادية ، يحيى شاهين ، الفيلم به الكثير من الرمزية، فعتريس يرمز للحاكم الدكتاتور ، وأهل القرية يرمزون للشعب الذي يقع تحت وطأة الطاغية. فؤادة ترمز لمصرالتي لا يستطيع الدكتاتور أن يهنأ بها.
أشار بعض النقاد إلى أن هذا الفيلم قد يرمز لفترة حكم جمال عبد الناصر وأشار البعض الآخر أنه قد يرمز لفترة حكم الملك فاروق، كما قال البعض انه يرمز لأي حكم ديكتاتوري وطغيان وقهر .
يقول المخرج حسين كمال : لقد أطلق أعداء النجاح إشاعة مفادها أننا نقصد بشخصية عتريس الرئيس جمال عبد الناصر وحدثت زوبعة وكان الفيلم جاهزا للعرض وكانت أفيشاته تملأ الشوارع وشاهد جمال عبد الناصر الفيلم ثم شاهده مرة أخرى مع أنور السادات وبعد المشاهدة الثانية إقتنع جمال عبد الناصر انه لا يمكن أن يكون المقصود بشخصية عتريس وتم بعد ذلك السماح بعرض الفيلم ، اليوم ما الذي يمكن أن يقال عن الفيلم والى ماذا يرمز هل يرمز الى الرئيس محمد حسني مبارك الذي ثارت الجماهير ضده مطالبة اياه بالرحيل .
هذا هو فعل السينما ، وهذا مايمكن أن تخلقه من تأثير على المتلقي وتكمن اهمية هذا التأثير بانه تأثير لاينتهي وصالح لكل الأوقات ، فلم يكن الفيلم يقصد الملك فاررق ولا جمال عبد الناصر، ولا هو بقاصد ولو متأخرا الرئيس المقتول على منصة ساحة العرض العسكري أنور السادات ، ولا هو بقاصد الرئيس حسني مبارك الذي أطاحت به ملايين الجماهير الغاضبة ، بل هو يقصد ويشير الى كل دكتاتور وطاغية في اي مكان وزمان ، والهتاف الذي رددته الجماهير الغاضبة في ميدان التحرير(( باطل ، باطل ، باطل )) والمأخوذ عن الفيلم والذي ررده أهالي القرية على عتريس المستبد ، الذي أراد أن يستحوذ على (فؤادة ، مصر ) دون أي اهتمام بدين أو بشرع أو بقانون ، هو الهتاف الذي رددته الجماهير العربية في ربيعها الذي اطاح برموز الدكتاتورية ،وان تحول الى « أرحل ، أرحل « لكن المعنى واحد ، ويبقى تأثير السينما عاملا مهما من عوامل الخوف التي تعتري الطغاة والمستبدين.
كاظم مرشد السلوم