السوق النفطية تستعيد حالة التوازن تدريجيا
متابعة ـ الصباح الجديد:
توقع مختصون في شركات طاقة، استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بفعل التقدم المستمر في نشر لقاحات كورونا وتنامي الآمال في تعافي الطلب على النفط الخام إلى جانب التنفيذ المنضبط لمجموعة «أوبك +» في فرض قيود على إمدادات النفط الخام لتسريع وتيرة استعادة السوق للتوازن.
وذكر المختصون لـ»الاقتصادية» أن السوق النفطية تستعيد حالة التوازن تدريجيا في ضوء الامتثال الجيد لتخفيضات «أوبك +» من قبل كل المنتجين خاصة بعدما أبدت العراق وكازاخستان إصرارهما على التعاون الكامل مع المجموعة والامتثال الجيد لتخفيضات الإنتاج مع إجراء التعويضات اللازمة عن الفترات السابقة التي شهدت زيادات في الإمدادات قبل حلول آذار المقبل.
وأوضحوا أن توقعات إيجابية جيدة تحيط بخطة التحفيز المالي الأمريكية إضافة إلى ظهور مؤشرات على تحسن الوظائف وتقلص المخزونات النفطية الأمريكية التي كانت تحول دون تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
ولفتوا إلى أن إرجاء الإدارة الأمريكية لبحث إعادة النظر في العقوبات على إيران وفنزويلا أسهم في تراجع المخاوف من تجدد تخمة المعروض خاصة في ضوء تخطيط البلدين لاستعادة كثير من إنتاجهما بالتزامن مع تولي إدارة أمريكية جديدة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة «كيو إتش آي» لخدمات الطاقة، إن آفاق تعافي السوق جيدة خاصة بعد ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى في عام، مشيرا إلى أن مزيدا من المكاسب قد تكون في طريقها إلى السوق ما لم يسارع المنتجون من خارج «أوبك» خاصة الأمريكيين في الاستفادة من الأسعار المرتفعة في ضخ واستئناف إمدادات كانت معطلة في ظل البيئة السعرية المنخفضة السابقة.
وأشار إلى أنه حتى الآن تتعامل الإدارة الأمريكية بسياسات هادئة تهدف إلى تقليل تدريجي في المكتسبات التي حصل عليها الوقود الأحفوري في السابق لمصلحة تعزيز الموارد في قطاع الطاقة المتجددة، لافتا إلى أن تأجيل رفع العقوبات عن إيران وفنزويلا أو استبعاده سيوفر مزيدا من الاستقرار لسوق النفط.
من جانبه، يرى دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة «تكنيك جروب» الدولية، أن «أوبك» وحلفاءها بقيادة السعودية وروسيا نجحوا في ضبط مستويات الإنتاج عدة مرات منذ نيسان الماضي بهدف السيطرة على تخمة المعروض النفطي التي تفاقمت مع ضعف الطلب جراء الانتشار السريع للسلالات الجديدة من الوباء.
وذكر أن فنزويلا وإيران وليبيا من الدول المعفاة من تخفيضات «أوبك +» بسبب العقوبات وتوتر الأوضاع السياسية، مشيرا إلى أن «أوبك +» تضع عينها على إنتاج الدول الثلاث خاصة إذا حدث تقدم في مجال الاستقرار السياسي أو تخفيف العقوبات أو ما شابه ذلك حيث يمكن أن يترجم ذلك على الفور إلى زيادات غير متوقعة في الإمدادات النفطية ولذا يعمل كبار المنتجين على تجنب تجدد وفرة المعروض وإجراء زيادات محسوبة تبعا لتعافي الطلب العالمي على النفط الخام.