حذرت من ضخ إمدادات جديدة
متابعة ــ الصباح الجديد
واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها الأسبوعية للأسبوع الخامس على التوالي، حيث ربح خام برنت 1.7 في المائة، وزاد الخام الأمريكي 1.9 في المائة، وذلك بتأثير من نجاح الاجتماع الوزاري الـ12 لدول “أوبك” وحلفائها “أوبك+”، حيث أقر زيادة طفيفة في الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا، على أن يعاد تقييم وضع السوق في أوائل كل شهر مع إجراءات التعديلات المطلوبة في حالة الضرورة.
واستطاع منتجو “أوبك+” بهذا القرار التوفيق بين المواقف المتباينة للمنتجين والحفاظ على مستوى تخفيضات إنتاجية كبير ليصبح بعد التعديل 7.2 مليون برميل يوميا بدلا من 7.7 مليون برميل يوميا، وذلك انتظارا لحدوث انتعاش حقيقي في مستويات الطلب على النفط الخام مع انتشار اللقاحات الجديدة ومع توقع التمكن من السيطرة على الوباء وتداعياته الاقتصادية حول العالم.
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية أن أسعار النفط الخام تلقت دعما قويا من نجاح اجتماع “أوبك+” الخميس الماضي الذي توافق على تخفيف حصص خفض الإنتاج من خلال إضافة زيادة مقدارها 500 ألف برميل يوميا بدلا من إضافة 1.9 مليون برميل يوميا التي كانت مقررة في الأصل في بداية عام 2021.
وقال تقرير حديث للوكالة “إن المنتجين في “أوبك+” اتفقوا أيضا على إمكانية إجراء تعديلات الإنتاج خلال اجتماعاتهم الجديدة الدورية في بداية كل شهر وهو ما يضمن مزيدا من المرونة والفاعلية في العمل الجماعي للمنتجين، ويأخذ في الحسبان تطورات وضع السوق وتحركات الأسعار”، مشيرا إلى أن السوق لا تزال في مرحلة التعافي ولا بد من الحذر عند ضخ إمدادات جديدة.
وأكد التقرير أن الزيادة الإنتاجية البالغة 500 ألف برميل يوميا ستوزع بشكل متناسب بين السعودية وروسيا في الأساس باعتبارهما أكبر منتجين في تحالف “أوبك+”، حيث تم الاتفاق على قيام كل منهما بإجراء زيادة قدرها 124 ألف برميل يوميا، وسيتم السماح لأعضاء “أوبك” البالغ عددهم 13 دولة إجمالا بزيادة الإنتاج بمقدار 304 آلاف برميل يوميا، بينما سيسمح للشركاء من خارج “أوبك” بزيادة 196 ألف برميل يوميا.
وأشار إلى أن المكاسب السعرية للنفط الخام للأسبوع الخامس على التوالي جاءت أيضا بفعل التفاؤل المحيط بمفاوضات التحفيز الفيدرالية الأمريكية وضعف الدولار وهو ما عوض المخاوف على الطلب المدفوعة بانتشار الوباء، لافتا إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس أقرب إلى تمرير حزمة تحفيز فيدرالية محدودة هذا الأسبوع، حيث قال ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ “إن اتفاق الحزبين في متناول اليد”، مشيرا إلى أن حزمة المساعدة المقترحة البالغة 908 مليارات دولار تمثل حلا وسطا مهما من جانب الديمقراطيين، الذين اقترحوا خطة بقيمة ثلاثة تريليونات دولار في وقت سابق من هذا العام.
وذكر التقرير أن الدولار الأمريكي الضعيف أضاف مزيدا من الدعم إلى أسعار النفط الخام، موضحا أن التقدم في مفاوضات التحفيز أدى إلى تعويض المخاوف من أن جائحة فيروس كورونا سريع الانتشار قد تضعف توقعات الطلب العالمي، مشيرا إلى أن الوظائف في الولايات المتحدة أضافت 245 ألف وظيفة في نوفمبر الماضي وهي أضعف زيادة منذ أن بدأ انتعاش سوق العمل في مايو وأقل بكثير من توقعات السوق بأكثر من 400 ألف وظيفة جديدة.