يتذكر المهتمون بالسينما تلك الأوقات الجميلة التي كنا نقضيها في أروقة نادي السينما في القاعة المخصصة له في مسرح الرشيد، والذي وفر لنا فرصة مشاهدة العديد من الأفلام السينمائية المهمة والتي أختارها بعناية كبيرة الأساتذة الذين توالوا على إدارته.
فبعد الحصار الذي فرض على العراق بعد حرب الخليج الثانية، تراجعت دور السينما في بغداد وباقي المحافظات العراقية عن استيراد الأفلام السينما العالمية الحديثة والتي كانت تصل الى هذه الدور بوقت قريب من انتاجها، والتي استمر عرض بعضها لعدة أسابيع ، فكان نادي السينما بمثابة التعويض المهم عن ذلك التراجع.
بعد العام 2003 ، والدمار الذي ألحقته الحرب وتدمير بناية مسرح الرشيد بشكل شبه كامل، توقف نادي السينما وأستمر هذا التوقف لمدة 17 عاما، ولم نشهد عودة جديدة لهذا النادي، رغم بعض المحاولات التي لم تستمر طويلا.
اليوم وبعد ان تم بناء مسرحين إضافيين في بناية المسرح الوطني ، هما مسرح الرافدين ومسرح أشور ، وتوفر الإمكانيات اللازمة لإعادة أحياء نادي السينما، تم الاتفاق والتصويت في مجلس إدارة دائرة السينما والمسرح لإعادة العمل بهذا النادي وعلى مسرح أشور الذي يتسع ل150 شخصا، وستنطلق فعاليات النادي قريبا جدا ، وتم تهيئة مجموعة مختارة من أهم الأفلام السينمائية لتعرض على جمهور النادي، وبذلك يمكن لنا العودة الى طقوس المشاهدة السينمائية التي كان يوفرها النادي لرواده.
قد يقول البعض ان معظم الأفلام السينمائية أصبحت متوفرة الان على المنصات السينمائية مثل نيتفلكس وسينمانا وغيرها، وهذا صحيح جدا لكن يبقى ما سنختاره من أفلام مهمة لا تتوفر على هذه المنصات، ووجود طقس سينمائي مثالي، هوما يميز هذه المشاهدة عن المشاهدة المنزلية، كذلك يوفر النادي فرصة اللقاء بالأصدقاء والنقاش الذي يمكن ان يدور حول هذا الفلم أو ذاك من النواحي الفنية العديدة لكل فلم إخراجا وتصويرا وتمثيلا.
كذلك سيقيم النادي جلسات احتفاء برواد ونجوم السينما العراقية، مع عرض لأفلامهم كجزء من الاعتراف بدورهم في العمل على استمرار ديمومة الحراك السينمائي العراقي.
اذان هي دعوة للجمهور بشكل عام والمتخصصين بالصناعة السينمائية بشكل خاص للحضور ومشاهدة أفلاما مهمة من مدارس سينمائية مختلفة، فهناك العديد من الأفلام الأسيوية والأفريقية، وافلام من أوربا الشرقية تتناول قضايا مهمة إضافة الى افلام عربية مهمة حصلت على جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية.
كاظم مرشد السلوم