وسائل التواصل المتعددة والمختلفة أذابت الفوارق وذللت عراقيل الاتصال بين المجتمعات الرياضية وأصبح بالامكان معرفة مايحدث في كل بقعة من بقاع الارض للاطلاع ومواكبة التطور والاستفادة من تجارب الغير واكتساب الخبرات لتطبيق مايصلح منها على البيئة والثقافة الرياضية العراقية .
ومن خلال متابعتنا للدوري العراقي في الجولات القليلة الماضية، توقفنا عند ملف اللاعبين المحترفين الذين تتعاقد معهم ادارات انديتنا رغم الوقت المبكر للحكم على مستواهم و إمكانياتهم الا ان الاسماء الموجودة في دوري يعتبر اتحاده من اقدم الاتحادات الرياضية في اسيا والشرق الأوسط لاتلبي طموح الجماهير المحبة للاندية وهذا الموضوع ليس وليد الموسم الحالي انما هو إفراز للمواسم السابقة وتحديدا منذ دخول اللاعب الأجنبي المحترف ملاعبنا وان استثنينا بعض اللاعبين السوريين المميزين (كالسومة وخربين) وغيرهما القليل ، ومع هذا لم تعرف ادارات انديتنا القليلة الخبرة كيف تستثمر تألقهم والاستفادة من عوائد انتقالهم الى الدوريات الخليجية المجاورة كما فعل نادي الظفرة الاماراتي عندما فسخ عقد اللاعب السوري عمر خربين بشرط حزائي وصل الى 6.5 مليون دولار دفعه نادي الهلال السعودي نظير الانتقال اليه.
معايير استقطاب اللاعبين الأجانب المحترفين لدورينا بجب ان تخدم الهدف المراد اكتسابه ولا هدف اكبر من تطوير اللاعب المواطن وعمل الإضافة المرجوة للفريق وخاصة ان الدوري العراقي -اليوم- تحت انظار الاتحاد القاري لتطبيق معايير الاحتراف ورفع معدل نقاط دوري المحترفين للاستمرار بالبطولة الأهم (الشامبيونزليج) الاسيوي وزيادة عدد انديتنا بالمسابقة .
ولانعلم أين اتحاد كرة القدم ولجانه وخبرائه من هذا الموضوع المهم بحيث يضع أسس ومتطلبات للتعاقد مع الأجنبي المحترف ويلزم الاندية بتطبيقها لتطوير الدوري والارتقاء بمستواه ويقطع على البعض من الإدارات التي تتاجر بهذا الملف من خلال السمسرة واللعب تحت الطاولة مع وكلاء ووسطاء اللاعبين .
التجربة الخليجية اقرب للقراءة والاستقصاء، بدأت في نهاية السبعينات عندما اتوا باسماء رنانة وعالمية مثل البرازيلي الشهير ريفلينو والتونسيان الذائعي الصيت نجيب الامام وطارق ذياب واستمرت قافلة المحترفين بالمسير من الغاني عبيدي بيليه والليبيري جورج ويا ومرورا بالاسبانيين غوارديولا وتشافي، ربما كان معدل اعمارهم كبير نوعا ما لكنهم وضعوا قواعد ثابتة ومتينة للقفزة الكروية والتطور الهائل لدى الاخوة الخليجيين .
*اذا لم نستطيع التحكم والسيطرة على هذا الملف لنركنه جانبا ونعطي اللاعب المواطن العراقي الفرصة الكاملة ماديا وعمليا ليفجر موهبته على ارض الملعب ولاحاجة لمحترف لايقدم المأمول منه.
- مدرب محترف وناقد رياضي
- ميثم عادل