الفنانة الدكتورة زينب عبد الامير:
سمير خليل
منذ صغرها حلمت ان تمتلك دمية، تحاكيها، تداعبها، تلونها، تخيط لها الملابس.
هذا الحلم صار حقيقة، وصارت الدمية وفن الدمى من اهم شواغلها، كبرت وكبرت معها مساحة الحلم. تخصصت اكاديميا بفن الدمى، تبحث في تاريخ فن الدمى بالعراق وتتبع رواده ومحترفيه، هي اليوم تدريسية في كلية الفنون الجميلة ببغداد، تزرع في نفوس طلبتها حب الدمى فنا وحرفة ودرسا.
تقول الفنانة زينب عبد الامير: هنالك بذرة في داخلي بخصوص حب الدمية بحد ذاتها، في المرحلة الابتدائية صنعت دمى صغيرة من القماش والقطن والشرائط، تبنيت هذه الدمى الى ان وصلت مرحلة البكالوريوس واكملتها في الفنون التشكيلية وفي عام 2008 تقدمت لمرحلة الماجستير وقبلت في المرحلة التحضيرية ولاني كنت بعيدة عن عالم المسرح، ادين بالفضل للفنان الدكتور حسين علي هارف الذي علمنا ابجديات المسرح وفتح اعيننا على هذا العالم الجميل، طلب مني بحثا عن مسرح الدمى”.
وتضيف: “خلال المرحلة التحضيرية شاركت مع الفنان عدنان الماجدي الذي ألف واخرج عملا بعنوان (الملك شحرور) في قسم التربية الفنية وشاركت بالمسرحية كمحركة دمى، ثم وجهني الدكتور حسين للاهتمام بفن الدمى وأخبرني بان هذا الفن أهمل ويريد ان توجه اليه الانظار مرة اخرى من خلالي، فكانت رسالتي العلمية (تصميم برنامج تدريبي لاكتساب معلمي التربية الفنية مهارات تصنيع وتحريك الدمى القفازية)”.
- هل يوجد اليوم مسرح دمى في العراق؟
- “كان لدينا مسرح دمى، اشعر بالغبن لهذا الفن الراقي فيما يتعلق بمسرح الدمى وتاريخه، في الاقل تاريخه الحديث، هنالك ضبابية وعدم توثيق وعدم ارشفة اضافة لمبادرات كبيرة بذلت في هذا الجانب ولم تذكر بل ضاعت وتشتت، انا الآن احاول جمعها من خلال كتاب يوثق هذه التجربة على مستوى المسرح والتلفزيون والسينما من العام 1954وانتهاء بالعام 2018. الآن بدأ هذا الفن بالتنفس من جديد من خلال شباب واعد متحمس لفن الدمى، مهرجانات خاصة بالدمى وان كانت (اون لاين) مثل مهرجان جامعة البصرة ومهرجان الشباب الدولي لمسرح الدمى اون لاين (دورة الفنان الكبير الراحل طارق الربيعي) والذي اقيم بالتعاون بين وزارة الشباب ومركز سنتر فيلم ومركزنا المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى الذي كان دوره كبيرا في التنظيم والتهيئة، ولأول مرة تدخل في هذا المهرجان لجنة نقدية لعروض مسرح الدمى وهذا مالم يحدث سابقا، كذلك اقمت عددا من الورش الخاصة بفن الدمى ولدي مجموعة نصوص مسرحية خاصة بالأطفال واخرى خاصة بفن الدمى جمعتها بكتاب صدر هذا العام بعنوان (رحلة زمن عبر الزمن).
*هل من اعمال لكم في مجال فن الدمى؟
- “نعم، قدمنا عملا خاصا بفن الدمى عنوانه (رحلة سرور الى بلاد النور) في المهرجان المسرحي الاول لفن الدمى الذي اقيم في دار ثقافة الاطفال وهذا المهرجان ولد كفكرة للدكتور حسين علي هارف واجتماعه بالدكتور ظاهر حبيب العباس وكنت عضوة في اللجنة التحضيرية للمهرجان صحبة مجموعة من المختصين والذي استمر لأربع دورات، ومن خلال المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى شاركنا في مهرجان نابل العالمي لمسرح العرائس بمسرحية (يدا بيد) تأليف مشترك انا والدكتور حسين وتصميم الدمى من قبلي، في الدورة الثانية لهذا المهرجان شاركنا بمسرحية(شبيك لبيك) اخراج الدكتور حسين علي هارف وتمثيل الفنان الجميل خالد احمد مصطفى وهو بطل مسرحيات الدمى بالاضافة لمشاركة الموهوبين الشباب محركي الدمى عمار صلاح وقيس القره لوسي والدكتور ناجد جباري وقمت انا بتصنيع الدمى “.
- كلمة او رسالة تبعثها زينب عبد الامير؟ لمن؟
” الرسائل كثيرة وعلى مدى تجربتي البسيطة في هذا الفن خلال عشر سنوات وفي اللقاءات والقنوات الفضائية والصحفية دائما ننادي المؤسسات الحكومية للاهتمام بهذا الفن. تأسيس مركز وطني حكومي لفن الدمى حالنا حال سوريا والاردن وسلطنة عمان، تشكيل فرقة وطنية خاصة بفنون الدمى تقدم عروضا منتظمة خلال العام”.