علياء علي العتبي*
تُعرّف مشروبات الطاقة على أنّها مشروباتٌ تحتوي على مكوّناتٍ تزيد الأداء العقليّ والطاقة في الجسم، وتحتوي جميع أنواع هذه المشروبات تقريباً على الكافيين، والذي يحفز وظائف الدماغ، ويزيد التركيز واليقظة.
وقد أشارت إدارة خدمات الصحة العقلية والمواد المسببة للإدمان إلى أنّ العلبة الواحدة تحتوي على كمية تتراوح بين 80-500 ملغرام من الكافيين، والذي يدخل إلى مجرى الدم بعد 10 دقائق من استهلاكه، ممّا يرفع ضغط الدم ونبضات القلب، ويرتفع إلى أعلى مستوياته في مدة تتراوح بين 14-45 دقيقة من بعد استهلاكه، كما تحتوي بعض هذه المشروبات على مواد نباتية أخرى تُعرف بتأثيرها المحفز، كالجنسنج بالإنجليزية Ginseng .
مكونات مشروبات الطاقة
هناك العديد من المكونات الموجودة في مشروبات الطاقة بأنواعها المختلفة، والتي قد لا يعرف العديد من الأشخاص فيما إذا كانت آمنةً أم لا، ومن أهمّ المكونات في مشروبات الطاقة نذكر ما يأتي أولا: الكافيين: وهو مادةٌ محفزةٌ تبطل تأثير الكيميائيات التي تحفز النوم، حيث يزيد ضغط الدم و نبضات القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التأثيرات تُعدّ آمنة، ولكنّ الجرعات الكبيرة من الكافيين قد تسبب أضراراً جانبيةً، ومضاعفات شديدة. ثانيا: الجلوكوز: حيث إنّ مشروبات الطاقة تحتوي على كمياتٍ مرتفعةٍ من الكربوهيدرات والسكريات التي يستخدمها الجسم لإنتاج الطاقة، ولكنّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ منها يمكن أن يسبّب ارتفاعاً في مستويات السكر في الدم، والعصبية، وزيادة الوزن.
ثالثا: التورين:وهو حمض أميني يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، كما أنّه يدخل في العديد من الوظائف الفسيولوجية، ولكن لا يُعرف بعد فيما إذا كان هذا الحمض الأميني يساهم في إنتاج الطاقة، وليس من المعروف إذا كان استهلاك كميات كبيرة منه ضاراً بالصحة.
رابعا: الغلُوكُورُونُولاكْتون : وهو أحد الكيميائيات التي يشيع إضافتها إلى مشروبات الطاقة، وهو من المغذيات التي يحتاجها الجسم، كما أنّ تناول كميات منه لا يُعدّ ضاراً، ولا يعد نافعاً أيضاً. خامسا: الإفيدرين: وهو أحد المواد المحفزة، والذي يُستخدم كمزيل للإحتقان، وفي بعض المشاكل التنفسية والحساسية، وقد وُجد أنّه يقلل الشهية ويزيد معدلات الأيض، ممّا يمكن أن يساعد على حرق السعرات الحرارية بشكلٍ أسرع، ولذلك فإنّه يُستخدم في مكملات إنقاص الوزن، كما وُجد أنّه يزيد نبض القلب، وضغط الدم، ومستويات السكر فيه، ولذلك فإنّه يُضاف إلى مشروبات الطاقة. سادسا: الكارنيتين: وهو أحد الأحماض الأمينية الذي استُخدم في بعض التجارب لعلاج أمراض العضلات، ولذلك فإنّه يُضاف إلى بعض مشروبات الطاقة لتحسين نمو العضلات، ولكن ليس هناك معلوماتٌ كافيةٌ تؤكد فعاليته، كما ليس هناك أدلةٌ تشير إلى ضرره.
سابعا: الكرياتين: ويُضاف هذا المكمّل لتعزيز تأثيرات التمارين الرياضية وزيادة الكتلة العضلية أثناء بناء العضلات، وقد أشارت الدراسات إلى فعاليته لدى الرجال، ولكن فعاليته لدى النساء لا زالت غير مؤكدة، كما وُجد أنّه آمنٌ لدى الرجال، ولكنّه قد لا يكون آمناً بالنسبة للمرأة الحامل. ثامنا: الجِنْكَة: وهو نوعٌ من الأعشاب الذي يُستخدم في العادة للوقاية من الخرف، كما أنّه يمتلك خصائص مميعة للدم أيضاً، ولكن فعاليته في تحسين الذاكرة ما زال غير موضحاً، ويمكن القول أنّه يُعدُّ من المُضافات الآمنة، وعلى الرغم من ذلك فإنّه لا يُعدّ آمناً بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم أو يعانون من مشكلات في تجلط الدم.
أضرار مشروبات الطاقة
يمكن أن تسبب مشروبات الطاقة العديد من الأضرار للجسم، ونذكر من أهمّها: إحتمالية التسبب بمشكلات في القلب عند بعض الأشخاص: فقد أشارت العديد من الدراسات التي أجريت على البشر إلى أنّ شرب مشروبات الطاقة يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد نبض القلب، ممّا قد يكون ضاراً لصحة القلب، ويعتقد الباحثون أنّ ذلك يحدث نتيجة الاستهلاك المفرط للكافيين، وعلى الرغم من ذلك يمكن القول إنّ شرب مشروبات الطاقة بكميات معقولة من غير المرجح أن يسبب أي مشكلات في القلب عند الأشخاص الأصحاء والذين لا يعانون من مشكلات في القلب مسبقاً. احتواؤه على كميات كبيرة من السكر: فكما ذُكر سابقاً، قد يسبب استهلاك كمياتٍ كبيرة من السكر ارتفاعاً كبيراً في مستوياته في الدم، وقد يشكل ذلك مشكلةً بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري، أو من يعانون من مشاكل في التحكم في مستويات السكر في دمهم، وقد وُجد أنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم يرتبط بارتفاع مستويات الإجهاد التأكسدي والالتهابات، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، ولذلك يُنصح الأشخاص المصابون بالسكر وغيرهم بالانتباه إلى كميات السكر الموجودة في مشروبات الطاقة، واختيار الأنواع التي تحتوي على كميات قليلة منه.
عدم ملاءمته للأطفال والمراهقين: حيث وُجد أنّ 31% تقريباً من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-17 سنة يستهلكون مشروبات الطاقة بانتظام على الرغم من أنّ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد أشارت إلى أنّ الأطفال والمراهقين لا يحبذ استهلاكهم لهذه المشروبات، وذلك لأنّ الكافيين الموجود فيها قد يسبب الإدمان، وقد يؤدي إلى ظهور بعض الأضرار الجانبية في القلب والدماغ، واللذان لا يزالان قيد النمو والتطور خلال هذه الفترة العمرية.
بدائل مشروبات الطاقة
يمكن استخدام بعض الطرق والوسائل بدلاً من مشروبات الطاقة لتعزيز الطاقة في الجسم، ونذكر من أهمّها: شرب الماء: فمن المهمّ أن يحافظ الشخص على رطوبة جسمه، فذلك يساعد على بقائه نشيطاً، فيٌنصح بشرب كأسٍ من الماء عند الاستيقاظ، وخلال الوجبات، وقبل البدء بالتمارين الرياضية، وخلالها، وبعد الانتهاء منها. تناول البروتينات والكربوهيدرات: فقد أشارت جمعية القلب الأمريكية إلى أنّ هذه المغذيات تُعدّ مصدراً جيداً للطاقة للتمارين الرياضية، حيث إنّ البروتينات تساعد على بناء العضلات، أمّا الكربوهيدرات فإنّها تزود العضلات بالطاقة. تناول الفيتيامنات: نقص إحدى الفيتامينات والمعادن قد يؤدي للإعياء، فقد تكون هناك حاجةٌ إلى إضافة المكملات منها للحمية الغذائية في تلك الحالة، وذلك بعد استشارة الطبيب، ويمكن زيادة كميات الفواكه والخضروات، والزبادي والمكسرات المتناولة لزيادة استهلاك الفيتامينات والمعادن بطريقةٍ طبيعية من الغذاء أيضاً. ممارسة التمارين الرياضية: حيث إنّ ممارسة التمارين تزيد مستويات الإندورفين والسيروتونين في الجسم، ممّا يحسن المزاج، ويزيد مستويات الطاقة.
- مدربة لياقة بدنية