فيما لبنان تتدهور وتمضي صوب الفقر
متابعة ـ الصباح الجديد :
بعد ثلاثة أسابيع على إطلاق المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة أطلق عليها تسمية “المُهمة” لإنقاذ لبنان من أزمته المالية التي وصلت خواتيمها لموت لبنانيين أثناء محاولة هربهم من الواقع المأساوي إلى السواحل القبرصية عبر “قوارب الموت”.
ولكن يبدو أنّ موقف الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، سيطيح بالمساعي الدولية الداعمة لتشكيل حكومة إنقاذ.
ومن الواضح وفقاً لمتابعين، أنّ الرئيس المكلف، مصطفى أديب، لن يستطع تقديم أي تشكيلة في قصر بعبدا، بسبب الشروط المفروضة من قبل الثنائي وتمسكهم بوزارة المالية، مع موقف لافت هذه المرة زاد الأمر تعقيداً، وهو تسؤال طرحه البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، “بأي حق تقوم طائفة بتسمية وزير لها، وتتسبب بأضرار اقتصادية واجتماعية بسبب التعطيل الذي تقوم به؟”.
في المقابل، استنكر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، “ما صدر عن مرجعية دينية كبيرة بحق الطائفة الإسلامية الشيعية ولما انحدر اليه الخطاب من تحريض طائفي يثير النعرات”.
وتحدثت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن لقاء جمع رئيس الجمهورية، ميشال عون، برئيس كتلة “حزب الله” (الوفاء للمقاومة)، النائب محمد رعد، كانت نتيجة إصرار الحزب على وزارة المالية.
من جهة أخرى ، توقعت مصادر التيار لصحيفة “الأنباء”، أنّ “مفاجآت قد تقلب الطاولة رأسا على عقب”، وللرئيس عون مقترح بأنّ يسمي هو وزير المالية، لإنهاء الأزمة العالقة، التي يعتبرها الحزب “ميثاقية وليست تحديّاً”، وفقاً للمعلومات.
كما كشفت مصادر أخرى، أنّ فرنسا قد تلجأ إلى طرح أسماء شيعية لوزارة المالية، وتتشاور بعدها مع الثنائي الشيعي حولها.
في المقابل، أعلن الرئيس المكلف، مصطفى أديب، الثلاثاء، أنّ ليس للبنان ترف إهدار الوقت في ظل الأزمات غير المسبوقة التي يمر بها، على الصعيد المالي، النقدي، الاقتصادي، الاجتماعي، والصحي.
وقال، في بيان نشرته الوكالة “الوطنية للإعلام”، إنّ “أوجاع اللبنانيين التي يتردد صداها على امتداد الوطن وعبر رحلات الموت في البحر، تستوجب تعاون جميع الأطراف من أجل تسهيل تشكيل حكومة مهمة محددة البرنامج، سبق أن تعهدت الأطراف دعمها، مؤلفة من اختصاصيين وتكون قادرة على وقف الانهيار وبدء العمل على إخراج البلد من الأزمات، وتعيد ثقة المواطن بوطنه ومؤسساته”.
وتمنى أديب من الجميع “العمل على إنجاح المبادرة الفرنسية فوراً، ومن دون إبطاء”، معتبراً أنها “تفتح أمام لبنان طريق الإنقاد، ووقف التدهور السريع”. وختم مشدداً على أنّ “أي تأخير إضافي يفاقم الأزمة ويعمقها، ويدفع الناس نحو المزيد من الفقر، والدولة نحو المزيد من العجز”، مضيفاً: “لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يحمل ضميره مسؤولية التسبب بالمزيد من الوجع لهذا الشعب الذي عانى كثيراً ولا يزال”.