تحديات النساء إزاء التغييرات المناخية جمعية نساء بغداد تدعو لأدوار قيادية تعزز صمود النساء

وداد إبراهيم
أقامت جمعية نساء بغداد مؤتمرها السنوي بعنوان “التغيير المناخي وتأثيره على النساء” صباح الأربعاء السادس والعشرين من شباط الماضي، في قاعة روتانا بفندق بابل ببغداد، بحضور شخصيات إعلامية ومنظمات نسوية.
بدأ المؤتمر بالوقوف إجلالًا للنشيد الوطني، تلاه كلمة رئيسة الجمعية، “ليزا نيسان حيدو”، التي أكدت أن التغيير المناخي يُعد من أكبر التحديات التي تواجه مستقبل التنمية المستدامة. وأضافت: “نؤمن بأن تمكين المرأة هو المفتاح الأساسي لمواجهة العديد من التحديات، وعلى رأسها التغير المناخي. فبينما تتعرض النساء لمخاطر أساسية بسبب هذه التغيرات، ينبغي أن يكنَّ في صميم الاستجابة لها من خلال أدوار قيادية وسياسات شاملة تعزز صمودهن وقدرتهن على التكيف. نأمل أن تثمر مناقشات المؤتمر عن توصيات وحلول تتناسب مع حجم التحديات المطروحة”.
التأثيرات البيئية على النساء
شهد المؤتمر نقاشات مكثفة بين المشاركات حول تأثير التغييرات المناخية، حيث أُشير إلى أن هذا الملف يتماشى مع رؤية الحكومة التي تبنَّت استراتيجية مهمة لتحسين البيئة. وأكدت الحاضرات أن التغير المناخي يمثل تحديًا عالميًا خطيرًا، خاصة على النساء في المناطق الريفية، حيث أدى التصحر إلى تأثيرات مباشرة على صحة المرأة، فضلًا عن اضطرار العديد منهن للنزوح، ما يحرمهن من الوصول إلى الخدمات الأساسية ويعيق تحقيق المساواة.
من جانبها، قالت إيتانا مانويل خوشابا، مديرة مشروع بناء السلام والاستقرار: “يؤثر التغير المناخي بشكل مباشر على أداء المرأة. فالعراق، وخاصة مناطقه الريفية، تعرض لعمليات تجريف كبرى نتيجة شح المياه وانخفاض الواردات المائية بسبب السدود المقامة على نهري دجلة والفرات. وقد أدى ذلك إلى موجات نزوح واسعة نحو المدن، ما تسبب في تراجع الإنتاج الزراعي، وهو قطاع تلعب فيه النساء دورًا حيويًا، سواء في الزراعة أو نقل المياه أو تربية الحيوانات. كما أن ندرة المياه تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة”.
وأضافت خوشابا: “ندعو إلى تضامن منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة لدعم النساء في مواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول جذرية، بدلًا من الاكتفاء بالحلول المؤقتة”.
حلول وتوصيات
تضمن المؤتمر جلسات نقاشية، حيث تم تقسيم الحاضرين إلى مجموعتين لبحث التحديات التي تواجه المرأة بسبب التغير المناخي والحلول المقترحة. وتوصلت النقاشات إلى أن أهم التحديات تشمل نقص المياه في المناطق الريفية، إلى جانب تدني مستوى الوعي المجتمعي والصحي.
وأوصى المشاركون بضرورة تنظيم المزيد من الندوات والمحاضرات التوعوية حول الصحة العامة والحفاظ على البيئة من التلوث، إضافة إلى دعوة المؤسسات الحكومية، مثل أمانة بغداد ووزارة الصحة، إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع إلقاء النفايات في الأنهار، خصوصًا بالقرب من المستشفيات.
جمعية نساء بغداد
يُذكر أن جمعية نساء بغداد تأسست عام 2004 لمعالجة التأثيرات الخاصة التي تعرضت لها النساء بسبب الأحداث العسكرية التي شهدها العراق بعد عام 2003. وتركز الجمعية على الحد من العنف ضد النساء والفتيات عبر تقديم خدمات الدعم للناجيات، والدعوة إلى تنفيذ القوانين والسياسات الحكومية المناسبة، وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية من خلال تطوير قدراتها القيادية والمعرفية. كما تدير الجمعية أربعة مراكز استماع في أنحاء بغداد، تقدم من خلالها الدعم الاجتماعي والقانوني والطبي للنساء والفتيات ضحايا العنف.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة