بغداد ــــ الصباح الجديد:
عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد، صدر كتاب الباحث ” أحمد الناجي” الشيخ عبد الكريم الماشطة، أحد روّاد التنوير في العراق. ويقع الكتاب في 231 صفحة من القطع المتوسط. وكتب د. رشيد الخيّون مقدمة للكتاب جاء فيها: ظل اسم الشيخ عبد الكريم الماشطة، متداولا على شفاه التوقين إلى السلم والانسانية من العراقيين، وأشراف العالم من الذين عرفوه زميلا لهم في مجلس السلم العالمي. يذكره كل سجين بسبب آرائه الفكرية والسياسية، وكل عدو للحروب. تلك التسمية التي حاولت السلطات المتعاقبة على العراق، ربطها بالشأن الحزبي. وبداهة يتهم نصير السلم بالانتماء إلى الحزب الشيوعي العراقي، وهذا لم يسلم منه شيخنا الجليل… وقسم الناجي كتابه إلى تسعة فصول، تناول في الفصل الأول السيرة الذاتية للماشطة، والفصل الثاني جاء بعنوان: في الفكر والسياسة. والفصل الثالث تحدث عن النشاط السياسي والاجتماعي للماشطة. ومما جاء في هذا الفصل: ظهرت مواقفه الوطنية الراسخة، المقرونة بالنشاط السياسي والاجتماعي، في أوساط المجتمع الحلي، سواء في دعم حركة الجهاد ومقاومة الاحتلال البريطاني، التي مثلت معركة الشعيبة في نيسان 1915 ذروتها، أو في الأحداث المروعة التي لحقت بمدينة الحلة، أواخر العهد العثماني خلال ما عرف بـ ” دكة عاكف” سنة 1916، وبقيت حاضرة في ذاكرة الحليين. وخصص الفصل الرابع لمجلة العدل، تلك المجلة التي اصدر الماشطة عددا واحدا فقط، تمت مصادرته قبل توزيعه، وبعدها ألغت السلطة امتياز المجلة. ويذكر الناجي أن المجلة تضمنت سبع مقالات كتبها الماشطة كلها مع مقدمة لها. والمجلة من اسمها، حاول الشيخ من خلالها ترسيخ مبدأ مهم وهو العدل، الذي كان مفقودا في تلك الفترة، والعدل عند الماشطة، أحد أركان التنوير، لا يمكن لأي فكر تحرري أو تنويري من النهوض بواقع المجتمع، دون أن يسود العدل ذلك المجتمع. ويبدو أن فكرة العدل، كانت ترهب السلطة آنذاك، خصوصا وإن فكرة نموها قد يتحقق عبر انتشار المجلة في أوساط المثقفين وحتى الأوساط الشعبية، كون أن إدراك الأفراد لأهمية العدالة ودورها في تغيير واقعهم، أمر يؤدي إلى الانتفاض على السلطة. وتناولت الفصول الأخرى، جوانب مهمة من حياة الماشطة ومحطاته الفكرية والسياسية، وتمت مناقشة الاتهامات التي وجهت له، منها الشيوعية، وكذلك مناقشة آرائه في العلمانية والصوفية. الكتاب تناول جانبا مهما في حياة أحد أهم الشخصيات الثقافية البابلية التي ارتقت بفكرها نحو العالمية، وأسست لخطاب سياسي وفكري ناضج، في وقت، كان الاستبداد والقمع، سائدين في المجتمع.