دفعة “مرتزقة” جديدة تصل ليبيا..
متابعة ــ الصباح الجديد :
((وبلغ تعداد الدفعة التي عادت بنحو 120 مرتزق، ولكن بالمقابل تم نقل دفعة جديدة إلى ليبيا))
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن دفعة جديدة من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا عادت من ليبيا، حيث كانت أنقرة أرسلتهم للقتال إلى جانب حكومة الوفاق ضد “الجيش الوطني الليبي”، وبلغ تعداد الدفعة التي عادت بنحو 120 مرتزق، ولكن بالمقابل تم نقل دفعة جديدة إلى ليبيا.
على صعيد متصل، علم المرصد أن القتلى الـ 11 الذين قتلوا في معارك ليبيا مؤخراً، جرى نقلهم إلى سوريا ودفنهم الأسبوع الفائت، حيث جرى دفن 3 منهم في عفرين، بينما تم دفن البقية ضمن مناطق نفوذ فصائل “درع الفرات” بالريف الحلبي.
ونشر اللواء أحمد المسماري الجمعة الماضية ، المتحدث باسم قوات “الجيش الوطني الليبي” فيديو قال فيه إنه مشاهد لنقل تركيا مرتزقة سوريين إلى مدينة مصراته، معتبرا أن “هذا يعد تحديا للمطالب الدولية للتهدئة ووقف النار وكذلك يعد ما تقوم به أنقرة خرق للقرارات العربية والدولية التي تمنع نقل المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا”.
ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أعداد المرتزقة السوريين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفع إلى 16500 مرتزق من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، فيما عاد من المرتزقة نحو 5970 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من هذه العناصر إلى معسكراتها وتدريبهم.
وكان المرصد السوري وثق سقوط مزيد من القتلى في صفوف مرتزقة الحكومة التركية، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 481 عنصرا بينهم 34 طفلا دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.
وذكر المرصد أن قرابة 400 مقاتل سوري استغلوا وجودهم في ليبيا وهربوا إلى أوروبا، ودخلوا إليها بطرق غير شرعية بصفة لاجئين عبر إيطاليا.
كما كشفت صحيفة الإندبندنت في تحقيق سابق لها عن مصير المرتزقة السوريين في ليبيا، وأشارت إلى أن أنقرة أوكلت لكبار قادة الكتائب السورية المدعومة من تركيا مهمة تجنيد المرتزقة، ووعدتهم بدفع 2000 دولار شهريا لمدة 4 أشهر، وهو أكبر بكثير من الراتب الذي يتقاضونه في سوريا للمحاربة إلى جانب القوات التركية حيث يبلغ 70 دولار شهريا.
ونشرت حكومة الوفاق الوطني في أكثر من مناسبة خلال الأسابيع الماضية مقاطع مصورة تظهر الحشود العسكرية التابعة لها، وتقول إنها تستعد للهجوم على مدينتي سرت والجفرة.
وكان السماري أعلن في تصريحات صحفية، منتصف الشهر الجاري، أن الأيام المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط مدينتي سرت والجفرة، مشيراً إلى وجود تحركات كبيرة لقوات حكومة الوفاق في محيط المدينتين.
وكان للمرتزقة السوريين دور كبير في فك حصار “الجيش الوطني” على طرابلس الذي دام لـ14 شهراً، وقلب موازين الحرب في ليبيا، فقد نجحت بدعم تركي في استعادة مطار طرابلس وقاعدة الوطية ومدينة ترهونة.
تجنيد الأطفال
وفي الشهر الماضي، دعا فريق للأمم المتحدة أطراف النزاع في ليبيا والدول التي تدعمها إلى التوقف فورا عن تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة والجهات الفاعلة ذات الصلة للحفاظ للاستمرار في الأعمال العدائية، وأشار إلى أن نشر المرتزقة في ليبيا يزيد فقط من كثرة وغموض الجماعات المسلحة والجهات الفاعلة الأخرى التي تعمل في سياق الإفلات من العقاب.
وأكد الفريق أن التقارير تفيد بأن تركيا انخرطت في عمليات تجنيد واسعة النطاق ونقل المقاتلين السوريين للمشاركة في الأعمال العدائية لدعم حكومة الوفاق الوطني، وقال كريس كواجا رئيس مجموعة العمل في تقرير الأمم المتحدة: “تم تجنيد هؤلاء المقاتلين من خلال الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا.”
كما كشف التقرير عن إرسال آلاف السوريين، بمن فيهم صبية دون سن 18 سنة، إلى ليبيا عبر تركيا في الأشهر الأخيرة، وأعرب كواجا عن القلق من أن هؤلاء الأطفال “يأتون من وضع اجتماعي واقتصادي شديد الضعف ويتم استغلالهم بغرض تجنيدهم كمرتزقة.”
وأعرب الفريق العامل أيضا عن قلقه إزاء التقارير الأخيرة التي تفيد بأن المقاتلين السوريين يستخدمون الآن من قبل كل من حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.