احلام يوسف
كثيرا ما نتساءل عن السبب الذي يجعل وقت السعادة قصيرا ووقت الحزن طويلا، لكننا لم نفكر للحظة اننا نحن المسؤولين عن قصر او طول وقت كلتا الحالتين، فغالبا ما نوغل بالحزن لا بل بعضنا يتلذذ به خاصة ان كان السبب فقدان احد تربطنا به صلة قرابة، فيتحول الحزن الى مزايدة، كل يريد اثبات حزنه اكثر من غيره بالتالي اثبات محبته له.
يقول حسن الجبوري الباحث بعلم الاجتماع: الموضوع يتعلق ايضا بالعادات والاعراف الاجتماعية، لان حالة الحزن والفرح تخضع لنظرة المجتمع، فمن يفقد عزيزا عليه لابد له ان يبالغ بإظهار حزنه خاصة فيما يتعلق بالمرأة فكلما اوغلت بحزنها كلما وصفت بالوفاء او بانها عاطفية وطيبة، اما ان تصرفت بعقلانية، فتتهم بالوقاحة والصلف، لذلك فهي مجبرة ان تبحث عن اي وسيلة لإظهار حزنها الكبير.
وتابع: المشكلة لا تقف عند هذا الحد، بل ان مجتمعنا يصف المرأة التي تبحث عن السعادة بانها خالية من الهم وتلك تهمة بالنسبة للكثير من النساء اللواتي يربطن بين السعادة والسذاجة، او بلهجتنا العامية “الفطارية”. علينا ان نتعلم ان الحزن والسعادة ثقافة.. الوعي وادراك الحالة يدفعنا الى عقلنة الاشياء والحالات. الحزن احساس طبيعي والسعادة كذلك، والحزن يتسب بأذيتنا نفسيا، على عكس السعادة التي تمنحنا شعورا بجمال الحياة، وتجعلنا مقبلين عليها.
واضاف: العقل الباطن نحن من يوظفه بالصورة التي نريد، علينا مشاركة الاخرين بالأحداث السعيدة، نكرر الحديث عنها، نوسع رقعة الاصحاب والاقارب الذين نخبرهم عن الحدث، نفكر به قبل النوم، وعند استيقاظنا صباحا نذكر انفسنا ان هناك حدثا سعيدا حصل معنا يجب ان نكون سعيدين به، تلك حالة ترويض للنفس للاستمتاع اطول وقت بالأمور الجميلة التي تحدث معنا، اما الحزن فان الايمان بالقدر، وبان “لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا” تساعدنا كثيرا على تجاوز اي محنة، وتجاوز اي حالة حزن، المهم ان نرغب بهذا، اما المجتمع فكل منا مسؤول عن تغيير بعض من اعرافه او تقاليده التي لا تناسب العصر.
الحياة برغم مصاعبها وآلامها واحزانها تستحق منا ان نرسم لها صورة جميلة بأن نركز ونستمتع بأطول وقت بالأحداث السعيدة، يحتاج الأمر الى عزيمة فقط.