احلام يوسف
لو قررنا ان نقوم بمراقبة انفسنا طوال اليوم، ماذا نأكل وماذا نشرب؟ ما الذي انجزناه من اعمال انية ومؤجلة.. الخ، لاكتشفنا امور كثيرة يمكن ان نصحح بها مسار حياتنا، بدلا من التذمر.
المهم اننا نكشف عنها ونعترف بها، كي نبدأ قرارنا التالي.. التغيير.
هناك من نفذ الخطوة وبدأ يحصي انجازات اعماله اليومية، ويدونها على سبورة، ومقابل كل امر جميل مهما يكن حجمه يكتب.. انا شاكر وممتن. كم منا يحمد الله ويشكره على نعمه الكثيرة التي اعتدنا عليها حتى نسينا عظمتها واهميتها، وفقدانها فقط هو ما يذكرنا بقيمتها.
يقول الباحث بالطب النفسي عبد الخالق الطاهر: كل ما نحن عليه، نعمة عظيمة، حتى الالم، ومن لا يفقه معنى ان الالم نعمة اقول ان هناك مرضا يدعى عدم الإحساس الخلقي بالألم أو اللاشعور بالألم او CIP وهي اختصار لـ ” CONGENITAL INSENSITIVITY TO PAIN وهو إحدى الحالات الطبية النادرة جداً، والتي تجعل الشخص غير قادر على الشعور بالألم، ويعد احد الامراض الخطيرة، اذ ان الالم رسالة من الجسم بأن العضو المسبب للألم يحتاج علاجا، فان عجز الجسم عن ايصال الرسالة يمكن ان يؤدي الى امراض فتاكة والى الموت احيانا، إذن فالاحساس بالألم نعمة.
وتابع: الامتنان بحد ذاته نعمة من الرب، فهو احد اسباب الرضا والراحة النفسية، لان امثال هؤلاء ينظرون دائما الى الجانب المشرق من كل موضوع، وان نقول “الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه” بايمان واقتناع، وان نؤمن بان وقوع المكروه له اسبابه، وتتخلله حكمة قد لا ندركها في وقتها.
ان نكون ممتنين، يجعلنا اكثر اقبالا على الحياة، واكثر تقبلا لكل من فيها وكل ما فيها، بحلوها ومرها، ويجعلنا نحب حياتنا كما هي، وطبعا هذا لا يتقاطع مع السعي لتحقيق طموحاتنا وغاياتنا، المهم ان نكون شاكرين على كل خطوة نخطيها، مهما تكن بسيطة وغير مؤثرة بنحو كبير.
نهار طه الباحثة بعلم الاجتماع تقول ان الامتنان ثقافة يمكن ان نعود انفسنا عليها واضافت: الاهل يلعبون دورا مهما بتنشئتنا فيما يتعلق بهذا الموضوع، اولا لان الطفل يقتدي باهله ويحاول ان يقلدهم حتى بطريقة تعبيرهم عن الغضب او الرضا، فان كانوا من الممتنين والشاكرين، مؤكد سيتعلم الاولاد ذلك، ويعتادوا على الاحساس بالامتنان لكل موقف بسيطا كان او معقدا. اجد ان الاهل يجب عليهم ان يحرصوا على تعزيز هذه الحالة، لأنها بالفعل تخلق نفسا راضية، وسعيدة، في الاقل نسبيا.