بعد تمكنهم من تأمين بقاء الاسد في السلطة
الصباح الجديد-متابعة
نشرت الإندبندنت أونلاين مقالا للكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، بعنوان “روسيا بصدد مواجهة أكبر اختبار لها في سوريا”.
يقول فيسك إنه تلقى رسالة من قاريء أمريكي يشكو فيها من تركيز وسائل الإعلام على أخبار وباء كورونا، قال فيها: “لابد أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مزيدا من الجرائم القاسية التي يرتكبها رجال العصابات الذين يتولون مقاليد الأمور ولا تجد طريقها إلى عناوين الأخبار ويتجاهلها ترامب أو يتجنبها بصمت”.
ويقول فيسك “لا أعتقد أن ترامب يتجاهل هذه الأحداث لكنني أعتقد أنه جاهل بها”، مشيرا إلى أن روسيا تفقد الكثير من المناطق في ليبيا بعدما انسحب حليفها اللواء الليبي الأمريكي والصديق السابق للولايات المتحدة، خليفة حفتر، من محيط العاصمة، طرابلس، كما خسر أيضا مدينة صبراتة لصالح قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
ويشير فيسك إلى أن رجال تركيا وأسلحتها تدعم حكومة الوفاق، بشكل واضح، بما في ذلك “بقايا المرتزقة من الجيش السوري الحر”، وأن “الحرب في ليبيا تشبه الحرب في سوريا والحرب الأهلية اللبنانية، من قبلها، وهي الآن ساحة للكثير من اللاعبين، ومنهم رجل العصابات القائد في بلد القاريء الذي أرسل الرسالة لي”، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ويضيف فيسك “السعودية والإمارات ومصر يدعمون حفتر، الذي تجعله معاداته للإسلاميين مؤهلا لقرب السيسي وآل سعود في الشرق الأوسط، وكذلك روسيا، التي شهدت على أسر الجنرال السابق في جيش القذافي خلال الحرب الهزلية بين ليبيا وتشاد، قبل أن يصبح حفتر صديقا للاستخبارات المركزية الأمريكية، السي آي إيه”.
ويوضح فيسك أن حفتر حضر مؤتمرا عبر الأقمار الصناعية مع وزير الدفاع الروسي تركز حول “مواجهة الإرهاب العالمي”، والتي يعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين “نفسه خبيرا فيها بعدما واجه الإرهاب في الشيشان وأوكرانيا وليبيا وسوريا”، مشيرا إلى أن حفتر تلقى وعودا بدعم روسي، خلال الأشهر التالية، لكنه، حتى الآن، لم يتلق شيئا، باستثناء بعض المرتزقة الروس، في حين لم يحصل على جنود أو معدات أو أسلحة روسية.
وينوّه فيسك إلى أنه لواعتبرنا ليبيا ساحة لعب فحفتر سيكون بالنسبة للروس لعبة أكثر من كونه لاعبا، ويستنتج فيسك من ذلك أن”السيسي وولي العهد السعودي يستطيعان إغداق النياشين كما يشاءان على حفتر، بينما يحتفظ بوتين بدعمه لجيش آخر وهو الجيش المختلط، الذي يضم عناصر مختلفة، ويحيط الآن بإدلب السورية”.
ويضيف “ونعرف جميعا أن هناك وقفا لإطلاق النار قيد التنفيذ في إدلب، بينما يقوم الأتراك والروس بدوريات مشتركة لتمشيط المناطق الواقعة شمال غربي حلب، والطريق الذي يربط إدلب باللاذقية” الذي يقوم المدنيون المسلحون المتعاطفون مع الإسلاميين بقطعه.
ويوضح فيسك أن “الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لن يقاتل الجيش الروسي أو الجيش السوري؛ حيث كان مقتل 37 جنديا في غارات روسية سورية في إدلب، أفدح خسائر تركيا العسكرية، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 “.
ويشير فيسك إلى أن الروس لايمتلكون أي تحالف قوي في الشرق الأوسط، باستثناء تحالفهم مع الأسد في سوريا، وبعدما تمكن الروس من تأمين بقائه في السلطة أصبح عليهم الآن أن يجدوا حلا لإنقاذ الاقتصادي السوري وهو أول ما ينتظره السوريون.
ويختم فيسك مقاله بالقول إن “التحدي الأكبر أمام الروس الآن هو إنقاذ الاقتصاد السوري، بعدما أنقذوا الجيش، وهو الأساس الذي سيمكنهم من وضع طائرات السوخوي في قواعد سورية، بموجب عقود تأجير تستمر لعدة أجيال، أو سيكون عليهم صب مليارات الروبلات على دولة اقتصادها منهار في قلب الشرق الأوسط بغض النظر عن مدى استمرار ولاء قائدها”.