على حساب غريمه التقليدي الزوراء
بغداد ـ الصباح الجديد:
على مدار تاريخ الدوري العراقي الطويل، يبقى موسم “1991-1992” من المواسم المثيرة والرائعة بالبطولة.. ففي هذا العام، لم يُحسم اللقب، إلا مع الصافرة الأخيرة لحكم مباراة القوة الجوية والزوراء، التي حسمت اللقب للأول، بعد موسم مثير، وممتع للجماهير.
فقبل انطلاق المباراة التي أُقيمت على ملعب الشعب، كان الزوراء يحتل الصدارة بـ61 نقطة، مقابل 60 نقطة للقوة الجوية.
ليلة المباراة: كانت الأجواء رائعة عشية انطلاق المباراة، وارتدى أنصار الزوراء، الزي الأبيض، فيما توشحت جماهير القوة الجوية بالقمصان الزرقاء.. الأحاديث في كل بيت عراقي، كانت لا تخلو من التسامر حول المواجهة المرتقبة، انتظارًا للحظة حبس الأنفاس في اليوم التالي مع انطلاق المواجهة.
نجوم كبار: كان الفريقان يمتلكان العديد من النجوم الكبار، على غرار أكرم عمانؤيل، وراضي شنيشل، وجبار هاشم، ووليد ضهد، وسمير كاظم، وحمزة هادي، في القوة الجوية.. في المقابل، ضم الزوراء، أحمد راضي، الذي توج بلقب هداف الموسم بـ34 هدفًا، وكريم صدام، وليث حسين، وعلي هادي، والحارس جليل زيدان.
سيناريو سريع: جاءت انطلاقة المباراة، سريعة مع رغبة القوة الجوية في التسجيل كونه يحتاج للفوز للتتويج، بينما التعادل يمنح الزوراء اللقب.
وتمكن الجوية من التسجيل في الدقيقة (8)، عبر كرة عرضية أرسلها صباح جعير، واستغلها أكرم عمانؤيل ليضعها في المرمى.
المباراة شهدت توترًا شديدًا طُرد على إثره راضي شنيشل نجم القوة الجوية، وهي البطاقة الحمراء الوحيدة في مسيرته، وكذلك تم طرد مدافع الزوراء سلام هاشم.. وانتهت المباراة بهذا الهدف، لكنها شهدت إلغاء هدفين للزوراء.
صافرة وراية: فضمن مساعي الزوراء لتسجيل هدف التعديل الذي يضمن له التتويج، تمكن من تسجيل هدف بأقدام كريم صدام لكن الهدف ألغي كون عمر أحمد، تعرض للدفع من قبل أحمد راضي ليطلق الحكم صفارته باحتساب خطأ.
وفي الشوط الثاني، أُلغي هدف آخر للزوراء، والذي أصبح مثار جدل حتى اليوم بعدما مرر أحمد راضي الكرة لليث حسين، سجل منها هدفًا، لكن راية الحكم صبحي رحيم ألغيت الهدف.
اتهامات وتبريرات: الحديث عن المباراة بقي لسنوات، لكن المبرر الذي تحدث به أكثر من مصدر أن رئيس الاتحاد العراقي آنذاك عدي ابن الرئيس الراحل صدام حسين، كان يسعى لمعاقبة المدرب عمو بابا، الذي امتنع عن حضور المؤتمر الصحفي للمباراة، بينما حضر المدرب عادل يوسف، وعدد من اللاعبين.
وأجاب أحمد راضي لاعب الزوراء على أسئلة الصحفيين في غياب بابا.. وبعد انتهاء المباراة توج القوة من قبل رئيس الاتحاد عدي صدام، لكن عمو بابا امتنع عن الحضور للمقصورة الرئيسية رغم المحاولات بإقناعه للحضور، واستلام الجائزة، لكنه اتجه لغرفة الملابس وامتنع عن الاستلام.