تدابير العزل تطال إفريقيا
الصباح الجديد-وكالات:
مدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيود الطارئة المفروضة للحد من تفشي كورونا المستجد بينما حذّر كبير العلماء لديه من احتمال وفاة 200 ألف شخص في الولايات المتحدة بكوفيد-19 في حين وصلت إجراءات العزل التام الاثنين إلى كل من موسكو ولاغوس.
ويأتي التقييم الجديد من ترامب، الذي سبق وقال إنه يتطلع لعودة الحياة في البلاد لطبيعتها بحلول منتصف نيسان/أبريل، في وقت حذّرت بريطانيا وإيطاليا من أن الإجراءات المفروضة لاحتواء الوباء ستستمر لأشهر.
وأسفر كوفيد-19 عن وفاة أكثر من 35 ألف شخص حول العالم بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة 700 ألف حالة.
وابتداء من الأحد، طلب من أكثر من ثلاثة مليارات و380 مليون شخص حول العالم الامتثال لإجراءات العزل، على وفق قاعدة بيانات أعدّتها فرانس برس، في وقت يؤثّر الفيروس على جميع نواحي الحياة ليتسبب بإلغاء ملايين الوظائف والمناسبات الرياضية وتأجيل انتخابات.
وحذّر ترامب من أن الأزمة في الولايات المتحدة، التي شهدت تضاعف عدد الإصابات لديها خلال يومين فقط، قد تتدهور لبعض الوقت.
وأفاد أن “التقديرات بناء على الانموذج (الحالي) تشير إلى أن معدّل الوفيات سيبلغ ذروته على الأرجح خلال أسبوعين”، معلنا عن تمديد إرشادات التباعد الاجتماعي حتى 30 نيسان/أبريل.
وأضاف “لن يكون هناك ما هو أسوأ من إعلان النصر قبل تحقيقه”.
وتضغط الإصابات الجديدة على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وبدأت جمعية خيرية بإقامة مستشفى ميداني في حديقة سنترال بارك في نيويورك للمساعدة في تخفيف العبء عن مؤسسات المدينة.
وتزامنت إعادة تقييم ترامب للإطار الزمني لعودة الأمور إلى طبيعتها مع تدهور الأوضاع في أوروبا. حيث سجّلت إسبانيا 838 وفاة خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الوفيات بشكل قياسي لليوم الثالث على التوالي.
وقال الممرض في مستشفى “إنفانتا صوفيا” في مدريد إدواردو فيرنانديز “امتلأ قسم العناية المشددة لدي بشكل كامل”. ويذكر أن السلطات أقامت مستشفى ميداني يضم 5500 سرير في مدريد وحوّلت حلبة تزلج إلى مشرحة.
وأفاد مسؤولون بريطانيين إلى أن الحياة قد لا تعود لما كانت عليه قبل ستة أشهر.
وأفادت نائبة كبير المستشارين الطبيين في بريطانيا جيني هاريز أنه لن يكون بإمكان الأطباء تحديد إن كان العزل التام الحالي نجح في إبطاء تفشي الوباء قبل عدة أسابيع.
وأما في إيطاليا، حيث سجّلت ثلث الوفيات العالمية، فحذرت الحكومة المواطنين من أنه سيكون عليهم الاستعداد لفترة عزل تام “طويلة جدا” يتم رفعها تدريجيا، رغم تداعياتها الاقتصادية.
وقال مستشار الحكومة في مجال الصحة لوكا ريتشيلدي “نخوض معركة طويلة جدا. ننقذ حياة الناس عبر سلوكنا”.
وكانت موسكو آخر المدن الأوروبية التي تأمر سكانها بالتزام منازلهم. ولن يسمح للسكان بمغادرة منازلهم إلا في حال وجود سبب صحي طارئ أو للذهاب إلى عملهم في حال رأت السلطات أنه ضروري أو لشراء الأطعمة أو الأدوية.
وبعيدا في القارّة السمراء، يتوقع أن تنضم كبرى مدن إفريقيا لاغوس إلى جملة المدن حول العالم التي أمر سكانها بالتزام منازلهم بعدما أعلن الرئيس النيجيري محمد بخاري بعزل تام يستمر لأسبوعين. وستطبّق ذات الإجراءات في العاصمة أبوجا.
وسجّلت نيجيريا، البلد الأكثر اكتظاظا في إفريقيا والتي تعد نحو 190 مليون نسمة، 97 إصابة مؤكدة حتى الآن بكوفيد-19 ووفاة واحدة. لكن عمليات الفحص كانت محدودة.
وحذّر مسؤولون من أن البلد يواجه خطر حدوث ارتفاع “متسارع” في الحالات إلا إذا تم تعقّب الأشخاص الذين احتك بهم أولئك الذين يشتبه بأنهم يحملون الفيروس بشكل أسرع.
وأغلقت السلطات في لاغوس، المدينة الشاسعة التي يقطنها حوالى 20 مليون شخص، المدارس والمتاجر باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية وفرضت قيودا على التجمعات للحد من التنقل.
لكن من شأن فرض عزل تام أن يشكل تحديا هائلا للسلطات في بلد حيث يعيش عشرات الملايين في فقر مدقع ويكسبون قوتهم يوما بيوم.
ويشير خبراء الأمم المتحدة إلى أن ثلاثة مليارات شخص حول العالم لا يملكون القدرة على الوصول إلى المياه والصابون، الأسلحة الأساسية للحماية من الفيروس.