(اُقسم بالله العلي العظيم، أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية، بتفانٍ وإخلاص، وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأرعى مصالح شعبه، وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وأن أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة، واستقلال القضاء، والتزم بتطبيق التشريعات بأمانةٍ وحياد، والله على ما أقول شهيد)…
هذا هو القسم الدستوري الذي يؤديه أعضاء مجلس النواب قبل مباشرتهم بمهامهم في السلطة التشريعية أو في توليهم لاية مسؤوليات في مناصبهم التنفيذية ويشمل ذلك الرئاسات الثلاث وبالتمعن في السطور القليلة التي يتضمنها القسم الدستوري يتجلى الوطن امام انظارنا بقداسة وبهاء ولايصبح ترديد كلمات القسم لمن يؤدي اليمين ممارسة شكلية بل هو صلاة روحية تتصل بالخالق الجليل فالايمان بكتاب الله القرآن والكتب السماوية يعني التعاهد أمام الله على صون الامانة وعدم التخلي عن اداء الرسالة والتكليف بها مهما كانت الظروف.
ونحن هنا نستعيد هذا القسم للتذكير بعظم المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين في العراق بشتى عناوينهم الوظيفية حيث تتداعى الخطوب على هذا الوطن وتزداد المحن وينشد الشعب الصدق والوفاء لليمين الدستوري الذي اقسم فيه القادة والوزراء وأعضاء مجلس النواب من اجل مواجهة التحديات والاخطار التي تواجهها البلاد فعند الشدائد تظهر معادن الرجال ويعلم الناس الاوفياء وفي كل نازلة أو مصاب يغيب فيه دور المسؤول والراعي وتفتقد فيه الرعية حضور أولي الأمر يتجسد مفهوم التخلي عن المسؤولية ومع كل قبح وفساد وفشل يتجسد المعنى العام لمفهوم الخيانة ولطالما اصابنا الخذلان ونحن نشهد مثل هذا التخلي عن المسؤولية ومثل هذا النكث باليمين الدستوري حينما يتفرج مسؤول عراقي في أعلى هرم السلطة أو في مستوياتها الدنيا على أزمة أو مشكلة أو بلوى هو جزء منها او سبب في تفاقمها من دون ان يفي بالعهد أو يلتزم باليمين المقدس وفي ظل التداعيات الخطيرة التي تواجهها البلاد وفي ظل المعاناة والصبر والظروف القاسية التي يعاني منها شعبنا تحت وطأة الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية المتمثلة بتعطل الاستحقاقات الدستورية في ملف اختيار رئيس وزراء جديد وحكومة جديدة وتفاقم المشكلات المالية وظهور بوادر انهيار أسعار النفط والتحدي الكبير لمواجهة فيروس كورونا مااحوجنا اليوم إلى العمل الجاد واستنهاض الهمم والتضحية والايثار كي يتمثل كل مسؤول بكل كلمة أو سطر من سطور القسم الدستوري حتى ينال رضا رب العباد والعباد أنفسهم .
د. علي شمخي