متابعة الصباح الجديد:
تأمل دراسة بحثية جديدة عن الفئران، في إيجاد علاج لمن هم يعانون من المرض النفسي، وتزداد لديهم ميول إحداث العنف والأذى لدى الآخرين.
ولأن التكوين الدماغي للفئران يتشابه مع البشر، فإن الباحثين من المعهد الهولندي للعلوم العصبية في أمستردام، أخضعوا الكائنات الصغيرة إلى اختبار، تتمثل في توفير لها حق الاختيار بين ذراعين، يمنحان كرات صغيرة من السكاكر عند الضغط عليها.
لكن لاحظ الباحثون أنه بعدما أجروا تعديلا على الذراع المفضلة لدى الفئران التي تمنح السكاكر، بإضافة صاعق كهربائي لها، وقامت فئران جديدة بتجربتها وصعقت للحصول على السكاكر، قللت المجموعة الأولى من الفئران استعمالها ، تعاطفاً مع أقرانها.
ويشير مؤلف الدراسة، عالم الأعصاب، جولين هيرنانديز لليمنت: «الفئران مثل الكثير من البشر، يجدون أنه أمر مكروه التسبب في إحداث ضرر للآخرين».
كما كشفت الدراسة المنشورة في صحيفة «كارنت بيولوجي»، أن الفئران استمرت في عدم استعمال الرافعة المؤذية، تعاطفاً مع أقرانها، حتى بعد أن قام الباحثون ببرمجتها بمنح قطعتين من السكاكر في وقت واحد، ولكن كانت المفاجأة أنه بعدما أصبحت الرافعة تمنح 3 قطع، أصبحت أكثر أنانية ورغبت في الفوز بها برغم كل شيء.
وتوصل الكشف العلمي أيضا، إلى أن البشر والفئران يتشابهون في أن لديهم في أدمغتهم منطقة تعرف باسم «القشرة الحزامية الأمامية»، وهي التي تضاء عند التعاطف مع آلام الآخرين.
وعندما استعمل الباحثون مخدراً موضعياً لتقليل نشاط المخ في الفئران، وتحديداً في «القشرة الحزامية الأمامية»، وجدوا أن القوارض توقفت عن تجنب إيذاء الفئران الأخرى من أجل الحصول على السكاكر.
وخلصت المشاركة في الدراسة، العالمة في علم الأعصاب، فاليريا جازولا، إلى أن «استعمال البشر والجرذان لنفس منطقة المخ لمنع الأذى للآخرين أمر مثير للانتباه، وهو على أن الدافع الأخلاقي الذي يمنعنا من إيذاء إخواننا البشر متطور منذ القدم ومتأصل بعمق في بيولوجيا دماغنا».
ويعتقد معدو الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها في الفئران، قد تساعد العلماء على تطوير العلاجات الدوائية، التي تتسبب في كره المرضى النفسيين لإحداث أذى لأقرانهم.
اكتشاف علمي جديد يرجح معه علاج البشر من العنف
التعليقات مغلقة